أنذرت حركة المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ، بين عُمان والسعودية في اليومين الماضيين، بانفراجة عسكرية وسياسية قريبة جداً، من دون أن تتضح حتى الساعة الصورة بشأن إمكانية تذليل العقبات كاملةً أمام استئناف المحادثات بين طرفي الصراع، وخصوصاً أن تصريحات وفد صنعاء جاءت مساء أمس، لتؤكد التمسك بـ«الحلّ الشامل» الذي يتضمن بنوداً يصعب أن يقبلها الطرف الآخر.
أكد عبد السلام أن ولد الشيخ لم يقدم أي ورقة اتفاق شامل
وتوجه ولد الشيخ ظهر أمس، إلى الرياض «في إطار استكمال ترتيبات وقف إطلاق النار بما يضمن تهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات»، بحسب تعبير المسؤول الدولي الذي قال إنه سيعلَن خلال الأيام القليلة المقبلة الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق من أجل دخول الهدنة حيز التنفيذ». وأشار ولد الشيخ في تصريحات صحافية إلى أن «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام»، «مقتنعان بضرورة وقف إطلاق النار، ووافقا على تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق». وأكد أنهما «مستعدان للمشاركة في عمل اللجنة»، مشيراً إلى أن هذه «هي أكثر نقطة إيجابية خلال محادثاته في سلطنة عمان». وبيّن ولد الشيخ أن «من المتوقع خلال الأسبوعين المقبلين طرح الورقة الحقيقية لخطة أممية متكاملة من أجل السلام وحل القضية اليمنية»، لكنه أوضح أن طرح هذه الورقة «ما زال يتطلب بعض المشاورات»، مضيفاً أن «الأفكار موجودة ولا بد من بلورة أكثر للجانب الأمني الذي يتضمن الانسحاب وتسليم السلاح».
هذا الكلام أكده رئيس وفد «أنصار الله» إلى المفاوضات، محمد عبد السلام، حين قال إن ولد الشيخ «لم يقدم ورقة اتفاق شامل بحسب ما كان متفق عليه وما أعلنه عقب مشاورات الكويت وفي بعض المواقف المختلفة»، مضيفاً أنه سيقدم ذلك بعد الانتهاء من تثبيت الهدنة، مطالباً بالتركيز حالياً على مناقشة الجانب الأمني من الحل فقط. وأشار في الوقت نفسه إلى أن الوفد أكد لولد الشيخ أنه برغم أهمية الترتيبات الأمنية، فإن الترتيبات السياسية لا تقل عنها شأناً، والتركيز على جانب دون آخر أمر غير عملي، باعتبار أن الحل الشامل في اليمن بات ضرورة ملحة. وقال عبد السلام إن تجربة مشاورات الكويت أثبتت فشل اختزال الأزمة أو تجزئة الحلول والتركيز على جوانب دون أخرى لكونها قضايا مترابطة، وإن هذا يعدّ تكريسا للفشل في موقف الأمم المتحدة بعد تجربة الكويت، مؤكداً أنه يجب الاعتماد على حل شامل وكامل تقدمه الأمم المتحدة رسميا كأرضية للدخول في نقاشات مباشرة لصياغة اتفاق شامل ونهائي.
وعن الهدنة، نقل عبد السلام تأكيد الوفد لولد الشيخ ضرورة أن تكون الهدنة المطروحة وقفا شاملا وكاملا للأعمال العسكرية براً وبحراً وجواً، وفك الحظر الجوي وعودة الرحلات الجوية إلى صنعاء.
وقال عبد السلام إن ولد الشيخ طرح خلال لقائه الوفد يوم أمس موضوع وقف إطلاق النار، الذي يبدأ بهدنة أولية تستمر لفترة 72 ساعة يجري خلالها تفعيل عمل اللجان المحلية في المحافظات التي تشهد مواجهات، على أن يكون هذا الاتفاق مشابها لإعلان ١٠ نيسان الماضي.
وفي ما يتعلق بالمفاوضات، أكد عبد السلام أن الوفد طلب من ولد الشيخ أن يقدم خطة اتفاق شامل تتضمن جوانب الرئاسة والحكومة والترتيبات الأمنية اللازمة بما يهيئ الأمن للجميع ويشارك فيه الجميع ويواجه خطر «القاعدة» و«داعش».