حرمت السلطات السعودية، بالتعاون مع حكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، آلاف اليمنيين أداء فريضة الحج للموسم الجاري، تحت مبرر انتمائهم إلى حركة «أنصار الله». وأكد مصدر في وزارة الأوقاف اليمنية في صنعاء أن ما يزيد على 3600 حاج يمني، أسقطت السلطات السعودية أسماءهم تحت مبرر الاشتباه بموالاتهم للحركة اليمنية، ومعظمهم من صنعاء وعمران وذمار وصعدة وحجة.وأوقفت الرياض التعامل مع 18 وكالة معتمدة لإرسال الحجاج إلى الأراضي المقدسة من قطاع الحج والعمرة في وزارة الأوقاف في صنعاء، وأعادت أخيراً المئات من الحجاج القادمين من محافظة مأرب تحت المبرر نفسه.
ورغم تقديم الأوقاف في صنعاء ضمانات وتعهدات بـ«عدم تسييس الحج من قبل الحجاج اليمنيين»، عبر وفدها الذي زار السعودية مطلع آب الماضي، وآنذاك اشترطت السلطات السعودية ابتعاد حجاج اليمن عن الطائفية والتزام عدم إطلاق شعارات خاصة بـ«أنصار الله»، أو أي شعارات مناوئة للسعودية تحت أي ذريعة أو أي مبرر، إلا أن المخاوف السعودية دفعت أصحاب القرار إلى عرقلة دخول الحجاج القادمين من المحافظات الخاضعة لسيطرة «أنصار الله»، مع العلم بأن الآلاف منهم ينتمون إلى حزب «الإصلاح» الموالي لـ«التحالف» وسُجِّلوا بعد حصولهم على التزكية من قيادات موالية لـ«التحالف».
يعمل موالون لـ«تحالف العدوان» على ابتزاز الحجاج

أحد المصادر في منفذ الوديعة البرّي، أكد في حديث إلى «الأخبار»، أخذ السلطات السعودية تعهدات من الحجاج القادمين من بعض المحافظات الشمالية، خصوصاً الذكور الذين يحملون جوازات سفر صادرة من محافظات صنعاء وذمار والحديدة وإب وتعز، بـ«عدم إثارة أي نعرات طائفية أو مخالفة أنظمة المملكة خلال دخولهم إلى الأراضي السعودية».
الإجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية بحق حجاج المحافظات الشمالية شملت حجاج مأرب الذين فوجئوا برفض دخولهم عبر منفذ الوديعة، بحراسة يمنية موالية للرياض وأخرى سعودية، تحت مبرر إسقاط وكالات الحج التي سجلوا فيها وذلك لاشتباهها بالتعامل مع «أنصار الله»، ما دفع المئات منهم إلى التهديد بمنع مرور أي إمدادات عسكرية آتية من «التحالف» إلى المحافظة. وأكدت مصادر في مأرب أن السلطات المحلية الموالية لـ«التحالف» تدخلت لدى حكومة هادي وطالبت بسرعة حل المشكلة قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة.
تسييس الحج خلال هذا الموسم بدأ مع سحب السعودية شيفرة الحج من مركز المعلومات الخاص بقطاع الحج والعمرة في صنعاء إلى منفذ الوديعة ــ شرورة منتصف آب الماضي، وهو ما حرم الوزارة موارد مالية كبيرة كانت تحصّلها سنوياً جراء الخدمات التي تقدمها إلى الحجاج، صارت تلك الأموال من نصيب السلطات الموالية لهادي.
وانتهى هذا التسييس بقبول آلاف النساء والأطفال المحسوبين على «الإخوان المسلمون» والتيارات الموالية لـ«التحالف»، خصوصاً في المحافظات الشمالية، والتعامل بازدواجية مع الحجاج القادمين إلى الوديعة الذي اعتُمد لدخولهم. وأكدت مصادر في ذلك المنفذ أن السلطات السعودية سهلت إجراءات دخول الآلاف من الحجاج القادمين من المحافظات الجنوبية منذ نحو أسبوعين، لكن تلك الإجراءات اتسمت بالبطء الشديد أواخر الأسبوع الماضي، وهو ما سبّب وفاة رجل مسن دهساً بشاحنة حاول أن يستظل تحتها من حرارة الشمس في المعبر الذي يفتقر إلى أدنى الخدمات، كذلك توفيت امرأتان أخريان.
وكانت وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية قد كشفت في مؤتمر صحافي عن عملية ابتزاز بحق الحجاج من قبل الموالين لـ«التحالف»، عبر بيع وشراء التأشيرات وتركهم في العراء لأيام من دون مأوى. وأكد وكيل الوزارة، عبد الله ناصر عامر، أن «قطاع الحج والعمرة» اتفق مع الجانب السعودي على إرسال الحجاج من منافذ الوديعة وعلب والطوال ومطارات صنعاء، وعدن وسيئون. لكن الجانب السعودي امتنع عن تنفيذ الاتفاق وعمل على إرسال الحجاج من طريق الوديعة الذي لا يحتمل عبور أعداد كبيرة.