عقب إطلاق «التحالف» حملةً عسكرية لطرد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» من مدينة المكلا في نيسان الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إرسال «فريق صغير» من قوات العمليات الخاصة إلى اليمن، في عملية قصيرة الأمد، لمساندة القوات الإماراتية التي تصدّرت الحملة ضد التنظيم المتطرّف. وبعد استقرار القوات الخاصة الأميركية في قاعدة العند الجوية شمالي عدن، خفت الحديث عن مهمة هذه القوات ودورها الحقيقي ومدة بقائها، ولا سيما أن «القاعدة» انسحب من المكلا، مركز محافظة حضرموت على الساحل الجنوبي.وقبل أيام قليلة، أعلنت الإمارات عن نهاية دور قواتها «عملياً» في اليمن بعد تحقيق أهدافها الرئيسية، قاصدةً بذلك على وجه الخصوص السيطرة على مدينة عدن وطرد «القاعدة» من المكلا. هذا الإعلان الذي لم يعنِ انسحاب القوات الإماراتية بل تدشين مرحلة جديدة تولي فيها أبو ظبي الأولوية للنفوذ السياسي، أثار تساؤلات عن مصير القوات الأميركية في اليمن. صحيفة «ذي واشنطن بوست» الأميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين، تأكيدهم أن الولايات المتحدة ستحافظ على قواتها الخاصة في اليمن لمدة غير محددة. وقال المسؤولون الذين رفضوا الافصاح عن هويتهم إن بقاء هذه القوات يسعى إلى مساعدة التحالف الذي تقوده السعودية على محاربة المسلحين التابعين لتنظيم «القاعدة»، مؤكدين أن فريقاً «من 10 مستشارين» سيساعد القوات الاماراتية على التصدي للتنظيم. وكشفت الصحيفة أيضاً أن واشنطن أرسلت حديثاً دفعةً جديدة من القوات الخاصة كلّفتها «تقدير الأوضاع الأمنية وإيجاد شخصيات محلية ستتعاون مع الولايات المتحدة».
انسحب القوات الخاصة عام 2014 وعادت قبل شهرين

وقدمت القوات الأميركية، في معركة المكلا، وفقاً للتقرير، معلومات استخبارية، فيما ساعدت قوات «التحالف» على التعرف إلى الأهداف العسكرية.
المتحدث باسم «التحالف»، أحمد عسيري، قال ان المساهمة الأميركية كانت استخبارية، وجرت بواسطة إرسال عناصر محددين للمشاركة في «التحالف» مع القوات اليمنية، مضيفاً أن القوات الأميركية «لم تفصح عن أي خطة لوجود طويل الأمد في اليمن».
وكانت الولايات المتحدة قد قررت قبل أكثر من عامٍ سحب قواتها الخاصة الموجودة في اليمن، إثر اندلاع الحرب على اليمن ومواجهات مسلحة داخلية. تلك القوات حاضرة في قاعدة العند منذ عام 2002، بموجب الاستراتيجية الأميركية لمحاربة الإرهاب التي تعدّ الفرع اليمني من تنظيم «القاعدة» هو الأقوى والأخطر عالمياً، بعد محاولاته تنفيذ عمليات ضد الولايات المتحدة ودول أوروبية.
ورفض البنتاغون، عبر متحدثه الرسمي كريستوفر شيروود، التعليق على إرسال قوات خاصة، مكتفياً بالقول في حديثٍ إلى الصحيفة، إن «هدفنا المشترك هو الوصول الى استقرار دائم الى اليمن عبر حل سياسي يجري التفاوض عليه بتسهيل من الأمم المتحدة بمشاركة جميع الأطراف».
سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، قال إن الأولويات العسكرية انتقلت من قتال الحوثيين إلى التركيز على القاعدة، مشيراً إلى أن المشاركة الأميركية كانت مهمة جداً بالنسبة للجهود العسكرية الإماراتية، إذ إن الطرفين «يحاربان عدواً مشتركاً».
من جهته، قال السفير الأميركي السابق في اليمن، ستيفن سيش، إن الالتزام الجديد للقوات الأميركية في اليمن، سيتيح طلعات استطلاعية أفضل وتنفيذ غارات جوية ضد «القاعدة». وأضاف أن الولايات المتحدة ستستفيد من شراكة مستمرة مع الامارات، بما أن الأخيرة تولي أهمية كبيرة لقتال «القاعدة».
وفيما قدمت واشنطن وسائل دعم مختلفة لحملة «عاصفة الحزم» السعودية، ورعتها سياسياً منذ إنطلاقها في آذار الماضي، لم تعد مباشرةً إلى الميدان اليمني، إلا بعد طلب الامارات منها المساعدة اللوجستية والميدانية في محاربة «القاعدة» جنوبي هذا البلد.
ورأت «واشنطن بوست» أنّ عودة القوات الأميركية إلى اليمن من بوابة مواجهة «القاعدة» نقطة تحوّل مهمة في الاستراتيجية الأميركية التي عبّرت عند سحب قواتها العام الماضي عن إخفاق في محاربة الإرهاب في هذا البلد، حين انصرفت واشنطن إلى دعم الحملة الجوية التي تقودها السعودية ضد «الحوثيين» (حركة «أنصار الله») بواسطة تقديم المعلومات الاستخبارية والدعم التسليحي، إلى جانب تزويد طائرات «التحالف» بالوقود من الجو.
(الأخبار)