رغم الهدنة الانسانية التي تستمر خمسة أيام، يواكب الأزمة اليمنية تصعيدٌ لافتٌ في حدة التوتر الاقليمي ينعكس على الساحة الداخلية وعلى مسارات العدوان الذي لم ينتهِ بعد، في وقتٍ تتجه فيه الانظار إلى الاتصالات السياسية التي تصبّ في إطلاق عمليةٍ سياسية تبدو بعيدة المنال حتى الآن. وفي محاولةٍ للعودة إلى «تأطير» الأزمة اليمنية ببعدها الاقليمي، شهد يوم أمس حرباً كلامية بين طهران وفريق الرئيس عبد ربه منصور هادي المقيم في الرياض، على خلفية الجدل المثار حول سفينة الإغاثة الايرانية، «تكلّلت» باستدعاء الحكومة اليمنية المستقيلة من الرياض للسفير اليمني من طهران تلبيةً لتوجيهات هادي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، في وقتٍ جددت فيه الأمم المتحدة التلميح إلى إمكانية استضافة العاصمة السويسرية جنيف لمفاوضات محتملة بين القوى اليمنية، علماً بأن الرياض تستضيف مؤتمراً خاصاً باليمن في 17 من الشهر الحالي.
وفيما اقتربت السفينة الايرانية المحمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية من ميناء الحُديدة اليمني (غرب)، أعلن نائب وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، أن السفينة المحملة بالمساعدات التي أرسلتها بلاده، سترسو على السواحل اليمنية، وأن بلاده تنسق مع الأمم المتحدة لتحقيق ذلك، وهو ما أكدته الأمم المتحدة لاحقاً، معلنة أن «التحالف» الذي يشنّ حرباً على اليمن لا يحق له تفتيش السفن الآتية إلى هذا البلد.
ونقلت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية عن عبد اللهيان قوله إن إيران رفضت دعوة الولايات المتحدة لإرسال المساعدات إلى اليمن عبر جيبوتي. واتهم عبد اللهيان السعودية بخرق وقف إطلاق النار في اليمن، قائلا: إنها تكرر أخطاءها السابقة.
وكان وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، قد أكد أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات بحق السفينة الإيرانية، «في حال دخلت المياه الإقليمية اليمنية من دون إذن مسبق». وأضاف ياسين، يوم أمس، أن «الحكومة اليمنية تحمّل إيران المسؤولية الكاملة في حال دخول سفينة الشحن التي أرسلتها إلى المياه الإقليمية اليمنية من دون إذن السلطات الشرعية». وأشار إلى أنه «جرى تفويض التحالف بردع أي مخالفة»، مؤكداً أن «العنجهية الإيرانية بشأن السفينة تؤكد أن طهران لا تريد الاستقرار لليمن».
وفي وقتٍ قال فيه إن «الحكومة (المستقيلة) تدرس قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران»، استدعت الحكومة السفير اليمني لدى إيران، بحسب مكتب وزير الخارجية، وذلك بعد توجيهات من الرئيس الفار بضرورة سحب السفير اليمني من طهران وقطع العلاقات الدبلوماسية معها «على وجه السرعة». وأكدت وزارة الخارجية ضرورة أن تمتثل سفينة المساعدات الإيرانية لعمليات التفتيش قبل أن ترسو هناك، فيما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيف وارن إن إيران امتنعت حتى الآن عن نشر سفن حربية لمرافقة سفينة الاغاثة رغم إعلانها ذلك.
من جهةٍ أخرى، وعلى خط الحركة السياسية البطيئة التي لم تفلح بعد في إيضاح أفق بداية عمليةٍ سياسية تحلّ محلّ إراقة الدماء في اليمن، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، نائب الرئيس اليمني، خالد بحاح، دعوته إلى عقد مؤتمر لأطراف الأزمة في اليمنية «في دولةٍ ثالثة» غير السعودية واليمن. ولمّح المتحدث الرسمي باسم بان، ستيفان دوغريك، إلى أن العاصمة السويسرية جنيف قد تحتضن المؤتمر لكونها شهدت سابقاً جولات من المفاوضات المتعددة الأطراف.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)