أعلن زعيم حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، أن الشعب اليمني قادر على طرد الغزاة من كل شبر في الأراضي اليمنية، مثلما طرد في السابق الغزو العثماني والبريطاني. وأكد أن كل منطقة احتلوها «سيخرجهم شعبنا منها»، مضيفاً أنه إذا كان المستعمران العثماني والبريطاني قد مكثا لفترات طويلة في اليمن، فإن «الواقع هذه المرة سيكون مختلفاً».
وفي الذكرى الـ 52 لثورة «14 أكتوبر» على الاستعمار البريطاني ولمناسبة حلول رأس السنة الهجرية، أقام الحوثي سرداً دينياً تاريخياً، أكد من خلاله أن النظام السعودي يشبه أولاً «كفّار مكة» و«الجاهلية الأولى». ووصف الحوثي النظام السعودي قائلاً إنه يشبه مجتمع قريش الذي يتسم بـ «الهمجية والكِبَر والبطر»، مقابل الصورة التي يمثلها مجتمع «الأنصار» اليمني الذي يتميّز بـ «الإيثار والصبر والبذل والعطاء». وأكد أن هذا النظام الذي «يقدم نفسه على أنه نظام ديني يمثل حقيقة الإسلام وجوهره»، هو في الحقيقة «اليد الأقذر والأبطش لأميركا وإسرائيل».
وشدد الحوثي على أن لذكرى «14 أكتوبر» دلالات مهمة أبرزها أنه مهما كانت قوة المعتدي وإمكاناته يمكن هزيمته وطرده، داعياً الشعب اليمني إلى وعي حقيقة أن بلدهم محط أطماع، وأنه في المستقبل سيكون هناك من يطمع باحتلال هذا البلد أيضاً. وأكد أن اليمنيين بفطرتهم الإنسانية لا يمكنهم أن يقبلوا باستباحة أرضهم، معتبراً في سياق متصل أن «عملاء الغزو أعطوا العدوان أكثر بكثير مما كسبوا».
واستعاد الحوثي تاريخ تعامل بريطانيا مع المنطقة، متسائلاً: «من الذي مزق المنطقة العربية الى دويلات؟ ومن الذي صنع الكيان الإسرائيلي في المنطقة؟ ومن الذي انشأ النظام السعودي وجعله كياناً ينشر آفات في الأمة»، قائلاً: «البريطاني هو من صنع إسرائيل التي تهدد المقدسات وتحظى بتحالف مع بعض دول المنطقة».
وقال الحوثي: «عبر الاستفادة من التاريخ، شعبنا قادر على طرد الغزاة وعلى كسر والمحتلين ودحرهم من كل شبر من البلاد»، متابعاً أن المهم لتحقيق ذلك «هو التحرك والتصدي لمحاولات الاعداء، وأن يتحرك القادرون على القتال إلى معسكرات التدريب والجبهات». وأشار إلى أن رفض السعوديين مبادرة «النقاط السبع»، يكشف أنهم يريدون فقط احتلال اليمن.
وفيما دعا قطاعات الشعب المختلفة إلى مواصلة التعبئة الثقافية والمعنوية والمادية لمواجهة الاحتلال، قال: «سنقاتل ونواجه وندافع عن حريتنا وعن كرامتنا وعن أرضنا وعرضنا وشرفنا، هذه هي مسؤوليتنا».
وأشار الحوثي إلى ما تشهده في فلسطين في الوقت الراهن، مؤكداً أن للنظام السعودي إسهاماً أساسياً في ما تفعله إسرائيل. وقال إن إسرائيل ونظام آل سعود يتبادلان الخدمات، إذ إن إسرائيل شاركت في العدوان ونقلت قبل أيام فقط أسلحة إلى قاعدة خميس مشيط في السعودية، مؤكداً أن كلاً منهما يمثل «يداً قذرة إجرامية خدمةً لأميركا في المنطقة».
(الأخبار)