واثق الخطوة يمشي ملكاً... نحو اللقب. هو ليونيل ميسي الذي أصبح على بعد تسعين دقيقة من اختتام كل ما يمكن أن يتحقق للاعب في عالم كرة القدم. تسعون دقيقة تفصل ميسي عن أهم لقب في مسيرته. لقب كأس العالم. حمل ميسي منتخب الأرجنتين إلى نهائي المونديال بعد الفوز على كرواتيا 3-0 في نصف النهائي. لم يحمل منتخب بلاده إلى الفاينال فقط، بل واصل تسجيل الأرقام فأصبح هداف المنتخب الأرجنتيني في البطولة مع 11 هدفاً. ليس هذا فقط بل عادل رقم الألماني لوثر ماتيوس في عدد المباريات التي لعبها في كأس العالم وهي 25 مباراة. هذا يعني عملياً أنه سينفرد في الرقم القياسي لعدد المباريات كونه سيخوض النهائي يوم الأحد المقبل عند الساعة 17.00 بتوقيت بيروت. أضف إلى ذلك مشاركته الفرنسي كيليان مبابي بلقب هداف البطولة حتى الآن مع خمسة أهداف. سجل وصنع وقاد فريقه نحو النهائي.بقي هناك رقم وحيد من الصعب عليه أن يكسره وهو الهداف المطلق للبطولة والذي يحمل لقبه الألماني ميروسلاف كلوزه مع 16 هدفاً.
ينتظر الجمهور الأرجنتيني أن يرفع منتخبهم كأس العالم بعد 36 عاماً (أ ف ب)

شارك ميسي والمكسيكي رافايل ماركيس في 18 مباراة كقادة، ويليهما دييغو مارادونا بـ16، فيما يحمل الإيطالي باولو مالديني الرقم القياسي لأكبر عدد دقائق لعبها في كأس العالم وهو 2217 دقيقة، بينما وصل ميسي قبل مباراة نصف النهائي إلى 2104 دقائق.
وميسي هو اللاعب الوحيد الذي قام بتمريرات حاسمة في كل من النسخ الخمس التي شارك فيها، ويأتي من بعده البرازيلي بيليه والبولندي غرزيغورز لاتو ودييغو مارادونا والإنكليزي ديفيد بيكهام الذين صنعوا الأهداف في ثلاث نسخ مختلفة.
لا يمكن سوى أن تقف احتراماً للاعب مثل ميسي. سواء كنت مشجعاً للأرجنتين أم لا. سواء كنت مشجعاً لبرشلونة حيث صنع ميسي مجده أم لا. قد يكون وحدهم البرازيليون ومحبو رونالدو وريال مدريد هم فقط من يشعرون بعدم الراحة لوصول ميسي إلى النهائي ولمَ لا إحراز اللقب.
بالأمس كان القائد. صحيح أنه لم يسجل جميع الأهداف التي سجلوها الأرجنتينيون لكن وضع بصمته في كل مكان في الملعب. ميسي مختلف عن كل المونديالات السابقة. قائد ومقاتل وحامل لبعض نفس دييغو أرماندو مارادونا. ليس مبالغة إرجاع الفضل لميسي في ما حققه المنتخب الأرجنتيني حتى الآن، أو إجحافاً لزملائه. فمنتخب الأرجنتين 11 لاعباً، لكنهم جميعاً يتنفسون بروح ميسي.
ينتظر منتخب الأرجنتين من سيتأهل من مباراة المغرب وفرنسا


لم يسمح الأرجنتينيون للكروات بأن يفرضوا واقعيتهم والسيناريو المعتاد الذي أوصلهم إلى نصف النهائي. حسموها مبكراً بهدفين في الشوط الأول. أطفأ ميسي وزملاؤه لوكا مودريتش وإيفان بيريسيتش وماثيو كافسيتش. لم ينجح أقوى خط وسط في العالم بأن يقلب الطاولة على منتخب أتى إلى قطر لإحراز كأس العالم ودخل إلى المباراة بسيناريو وحيد التأهّل في الوقت الأصلي. بدا واضحاً أن الأرجنتين مصممة على عدم الذهاب إلى وقتين إضافيين ولا إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للكروات طوال البطولة. ثأر الأرجنتينيون لخسارتهم في دور المجموعات لكأس العالم 2018 وفازوا بالنتيجة عينها التي خسروا فيها حينها... 3-0.

سجّل ألفاريس هدفين لمنتخب الأرجنتين (أ ف ب)

افتتح ميسي التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة 34، وسجّل وثنائية خوليان ألفاريس (39 و69) فارضاً نفسه أحد نجوم المباراة. لم يشعر الأرجنتينيون أن الكروات قادرون على قلب النتيجة. بدا حارسهم مارتينيز «متفرجاً» أمام منتخب لا يملك مخالب.
لم يشعر من تابع المباراة أن اللقاء سيفلت من أيدي الأرجنتين. مرّت الدقائق من دون خطر كرواتي حتى أطلق الحكم الإيطالي دانييلي أورستو صافرة النهاية معلناً تأهّل الأرجنتين إلى النهائي.
بقي المشهد الأخير على ملعب لوسيل يوم الأحد. البطل الأول لهذا المشهد هو الأرجنتين، فمن سيكون البطل الثاني؟ الجواب اليوم بعد مباراة المغرب وفرنسا.