يحمل المنتخب المغربي آمال العرب والأفارقة في نهائيات كأس العالم، بعد أن بقي وحيداً عقب خروج تونس والسعودية وقطر وغانا والكاميرون من الدور الأول، وبعدها السنغال من الدور الثاني. حتى الآن يقدم «أسود الأطلس» نهائيات مميزة للغاية، فهم تعادلوا سلباً مع كرواتيا في المباراة الأولى، قبل أن يحققوا انتصارين مميزين على بلجيكا وكندا توالياً (2 ـ 0) و(2 ـ 1)، ليصلوا الى الدور الثاني وهم في صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط، بينما وصلت إسبانيا ثانية خلف اليابان. وهذه هي المرة الثاني التي يتأهل فيها المغرب إلى الدور الـ16 بعد نسخة عام 1986.
تأهّل المغرب متصدّراً لمجموعته (أ ف ب)

يمتلك المغرب جميع العناصر المطلوبة لتحقيق الانتصار على «الثيران الإسبانية» والتأهل إلى ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه. تشكيلة مميزة يتقدمها حارس نادي إشبيلية المتألّق ياسين بونو، ومن أمامه قلبا الدفاع رومان سايس ونايف أكرد، إلى جانب أشرف حكيمي ونصري مزراوي، كما خط الوسط القادر على تعطيل إيقاع الإسبان والذي يضم سفيان أمرابط وسفيان بوفال وعز الدين أوناحي، وأمامهم العبقري حكيم زياش ويوف النصيري. ومن نقاط قوة منتخب الأسود هو مقعد البدلاء الذي يضم لاعبين جاهزين في أي لحظة لإعطاء الإضافة، وهو ما حصل في مباراة بلجيكا حين سجّل البديل زكريا بوخلال هدفاً من ثنائية المغرب. أما نقطة القوة الثاني فهي مجموعة من اللاعبين المحترفين، الذين يعرفون الكرة الإسبانية جيداً، على اعتبار أن النصري يلعب لصالح نادي إشبيلية مع ياسين بونو، وعبد الصمد الزلزولي معار من برشلونة لنادي أوساسونا، كما أن البديلين جواد الياميق يلعب لبلد الوليد، والحارس الثاني منير المحمدي لعب سابقاً لأندية ملقة وألميريا ونوماسيا.
(أ ف ب )

هذه الخبرة في الملاعب الإسبانية تعطي أفضلية بمكان معين للمغاربة، كما أن ضعف «محور» خط الوسط في المنتخب الإسباني والمتمثل بسيرجيو بوسكتس يمكن أن يعطي أفضلية كبيرة للمغاربة في قطع الكرات، والتحول من عمليّة الدفاع إلى الهجوم بطريقة سريعة. وستكون مهمة بوسكتس صعبة للغاية حين سيواجه لاعب فيورنتينا الإيطالي سفيان أمرابط كون الأخير يتمتع بلياقة بدنية عالية، ولديه اندفاع قوي، يصعّب على بوسكتس مهمة مراقبته. وأمام هذا الواقع سيحاول مدرب إسبانيا لويس إنريكي توجيه الحمل إلى الشاب غابي وزميله بيدري.
(أ ف ب )

وعشية اللقاء كان الضغط كبيراً على الإسبان، مقابل هدوء عند المغاربة. وفي المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة قال مدرب إسبانيا لويس إنريكي إن منتخب المغرب من أفضل الفرق الموجودة في البطولة، وأضاف: «هم بحالة ذهنية رائعة، وأدّوا دور المجموعات بشكل رائع وتصدروا المجموعة، هم مرتاحون ومستعدون. ليست لدينا مفاتيح كل خصومنا لكنّي راضٍ عما قدّمناه». وتابع: «لا نستطيع أن نكون متفائلين أو متشائمين، أود أن يلعب فريقي بشكل معين، وأشجع اللاعبين أن ينسوا النتائج لأنها سوف تأتي، كرة القدم ظالمة أحياناً، المغرب منتخب صاحب قيمة ونتمنى تحقيق الفوز وإذا لم نحققه فهذا شيء مقبول».
ما ينقص المنتخب المغربي هو القليل من الثقة بأنه قادر على الذهاب بعيداً في النهائيات


أما المدرب الهادئ والجاد للمنتخب المغربي وليد الركراكي فقال من جهته: «ليس لدينا ما نخسره، علينا أن نكون حذرين. طريقة استحواذ الإسبان على الكرة ترهق المنافسين، بلغوا نسبة استحواذ 70% أمام منتخبات مثل فرنسا وألمانيا». وأضاف: «لدينا أسلحتنا، ولن أفصح عنها هنا. لعبنا ضد كرواتيا وبلجيكا وأظهرنا قدراتنا، واليابان فازت على إسبانيا ونسبة استحواذها 17%، علينا أن نسأل الفيفا إذا كانت هناك جائزة للاستحواذ، لأن الجميع بعد المباريات يتحدث عن الاستحواذ». وختم بالقول: «نثق بأنفسنا، نحن أسرة، وخلقنا حالة من اللحمة، لطالما كنا متفرقين ومنقسمين. ما غيّرناه هو أننا جمعنا الجماهير حول المنتخب، وهذا أهم انتصار لنا».

(أ ف ب )

هي مباراة حاسمة، ويجب على اللاعبين المغاربة أن يدخلوها من دون خوف وبتركيز عال جداً، لأن ما ينقص «الأسود» هو القليل من الثقة بأنهم أفضل من أي منتخب آخر في المونديال على مستوى العناصر وعلى المستوى الفني والبدني أيضاً، والإيمان بأن الذهاب نحو المباراة النهائية وكتابة التاريخ ليس بالحلم، بل هو أمر أكثر من ممكن.
وفي حال فوز المغرب اليوم وتأهّله إلى ربع النهائي سيكون قد عادل إنجاز الكاميرون والسنغال وغانا أعوام 1990 و2002 و2010 توالياً.
(أ ف ب )