انتهى المونديال باكراً بالنسبة للقطريين بعد خسارة منتخبهم مباراته الثالثة على التوالي يوم أمس، على حساب هولندا بنتيجة (2 ـ 0)، ضمن منافسات المجموعة الأولى. وشهد أمس أيضاً انتصاراً سنغالياً غالياً على الإكوادور (2 ـ 1)، لتتأهل هولندا (7 نقاط) والسنغال (6) إلى دور الـ16 الذي ينطلق السبت المقبل.المشاركة السلبيّة للمنتخب القطري، يبدو أنها لم تؤثر كثيراً في معنويات جمهوره. هذا الجمهور الذي حضر إلى ملعب البيت مساء أمس لمؤازرة منتخبه في مباراته الأخيرة، بدا وكأن مهمته ليست رياضة بل وطنية. كان غريباً أن يحضر القطريّون بأعداد كبيرة إلى مباراة «تحصيل حاصل». لكن حين يتعلّق الأمر «بمنتخب قطر وخصوصاً في وقت الخسارة، فحينها يجب أن نقف خلف منتخبنا ولاعبينا» يقول المشجع القطري أيمن في حديث مع «الأخبار». الموضوع بالنسبة للجمهور القطري تخطى مسألة الربح والخسارة. «نحن أصحاب الضيافة ونحن يجب أن نكون حاضرين» يضيف أيمن. وحين نسأله عن ما إذا كانت هناك خيبة أمل من النتيجة، يجيب سريعاً «مطلقاً. نحن لم نكن نريد أو نتوقع نتائج. كنت أتمنى لو كان العرض أفضل لكن بالنسبة للنتائج فهي لا تهم في أول مشاركة لنا في المونديال» يختم أيمن حديثه مع «الأخبار»، قبل أن يعود سريعاً إلى المدخل المخصص للجمهور، مرتدياً قميص منتخب قطر وفي يده علمٌ صغير.
سالم مشجّع قطري آخر حضر إلى ملعب البيت مع أولاده لمتابعة لقاء هولندا. كان يبدو فرحاً بالحضور، متحدثاً بحماسة عن المباراة. «هي ليست مباراة ربح وخسارة، هي شرف لكل قطري أن يلعب في مونديال مقام على أرضه بغض النظر عن أهمية المباراة». ويضيف في حديث مع «الأخبار»: «يكفينا شرفاً أن العالم اجتمع في قطر. حضرت أنت وحضر كثيرون من معظم دول العالم إلى قطر. هي ليست مباراة، هي احتفالية».
تأهلت هولندا والسنغال إلى دور الـ16 عن المجموعة الأولى


الجمهور المؤازر لقطر في المباراة، ليس محصوراً بالقطريين. لدى دخولنا إلى الملعب نصادف «جماهير قطرية» من العديد من الجنسيات. مصريّون، مغاربة، سعوديّون، هنود، فليبينيون وغيرهم... حضروا جميعهم إلى ملعب البيت لدعم منتخب قطر ضد هولندا.
يبدو المشهد غريباً بعض الشيء. تقترب من أحد المشجعين الذين يرتدون قميص منتخب قطر، تسأله: «هل أنت سعيد بالحضور إلى المباراة رغم أنها هامشية لمنتخب قطر؟»، فيأتي الجواب صادماً، إذ أن المشجع لا يتحدث العربية بل الإنكليزية. نسأله هل أنت قطري؟ فيجيب كلا أنا من الهند لكن أتيت إلى الملعب لتشجيع منتخب قطر. «أنا أعيش في قطر منذ عام وأعمل هنا. وأجد من واجبي أن أحضر وأشجع منتخب قطر حتى لو كانت المباراة لا تقدّم ولا تؤخر»، يقول مينسون لـ«الأخبار».
يعبّر مينسون عن سعادته باستضافة قطر للمونديال، وكذلك الأمر بالنسبة لشيماء القادمة من المغرب. يتحدثان لـ«الأخبار» عن أهمية إقامة مثل هذا الحدث في الدوحة. «أن يجتمع العالم كله في دارك ليس بالأمر العادي. إنه شرف لهذا البلد ولشعبه من مواطنين ومقيمين».
الحضور الجماهيري الداعم لقطر يشهد تواجداً سعودياً كبيراً أيضاً. أعداد لا باس بها من الجمهور السعودي تصادفه لدى دخولك إلى الملعب. العلم السعودي على الأكتاف وفي الأيدي. نسأل واحداً من الجماهير عن سبب حضوره إلى الملعب رغم أن المنتخب السعودي ليس طرفاً فيها، فيجيب: «ليس شرطاً أن يكون المنتخب السعودي مشاركاً كي نحضر. يكفي أن يكون هناك منتخب عربي كي نحضر ونشجع، فكيف إذا كان هذا المنتخب هو منتخب قطر. منتخب البلد الذي يستضيف كل العرب والعالم. لا يهم هوية المنتخب أو النتيجة المهم أننا موجودون للدعم» يقول مشعل قبل أن يكمل طريقه نحو المدرجات.
انتهى مشوار المنتخب القطري في المونديال، ولكن يبدو أن الجماهير ستبقى حاضرة على مقاعد التشجيع في الملاعب الثمانية، على اعتبار أن المونديال مرة كل 4 سنوات، والأكيد أن عودته إلى الشرق الأوسط، وإلى بلد عربي تحديداً ستكون بعيدة، لذلك فإن الجماهير العربية عامة والقطرية خاصة ستشاهد المباريات المتبقية طمعاً بمزيد من المتعة.