منذ انطلاق نهائيات كأس العالم التي تُقام حالياً في قطر، تشهد الملاعب المونديالية الثمانية حضوراً جماهيرياً يفوق السعة القصوى لها، بحسب الأرقام. بعد جولتين في دور المجموعات، و24 مباراة، وصل عدد حضور المشجعين في الملاعب، إلى مليونين و216 ألفاً و879 متفرّجاً، ليتخطّى هذا الرقم 6 نسخ كاملة، مع بقاء جولة واحدة (لُعبت أمس 4 مباريات)، إلى جانب دور الـ 16 وربع النهائي ونصف النهائي والمباراة الختاميّة.كان متوقّعاً قبل انطلاق النهائيات أن يستضيف ملعب لوسيل، الذي ستُلعب على أرضه المباراة النهائية في 18 كانون الأوّل الحضور الجماهيري الأكبر، كونه الأكبر سعة بـ 80 ألف مقعد، لكن الرقم الذي وصل إليه في مباراة الأرجنتين والمكسيك، كان مفاجئاً، إذ تخطّى عدد الحضور سعة الملعب، بـ 9 آلاف و966 متفرّجاً، على الرغم من أنه في هذا الملعب، وفي ملاعب أخرى، كان يُمكن رؤية مقاعد خالية من المشجّعين، فكيف يرتفع عدد الحضور الجماهيري في الملاعب القطرية بهذا الحجم؟

الأرقام تتغيّر بين ليلةٍ وضحاها
قبل انطلاق المباراة الأولى بين قطر والإكوادور، على ملعب البيت، كان دليل الملاعب المنشور على موقع «qatar2022.qa» الرسمي الخاص بالبطولة يُشير إلى أن الملعب يتّسع لـ 60 ألف متفرّج. وبين ليلةٍ وضحاها، أصبح الملعب يتسع لـ 68,895، وعدد الحضور الجماهيري في المباراة وصل إلى 67,372، بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». البيت، لم يكن الملعب الوحيد الذي تغيّرت سعته، بل باقي الملاعب السبعة. اللجنة العليا للمشاريع والإرث، كانت قد أعلنت سعة الملاعب التي يطلبها «فيفا»، لكنها لم تحتسب عدد المقاعد المخصّصة للإعلام، ولعددٍ من المنظّمين أيضاً، وبحسب صحيفة «The Guardian» البريطانية، فإن ملعب لوسيل، الذي يُفترض أنه يتسع لـ 80 ألف متفرّج، قادر على استيعاب 92 ألفاً. في الحصيلة النهائية، ارتفع عدد المقاعد في الملاعب الثمانية من 380 ألفاً إلى 426.221.
لا يزال الحضور الجماهيري في مونديال 1994 بأميركا الأكبر في تاريخ نهائيات كأس العالم


خطأ في النظام الإلكتروني؟
بعد نشر «فيفا» عدد أرقام الحضور الجماهيري، غرّد العديد من الصحافيين الغربيين على «تويتر»، معتبرين أن الأرقام زائفة، وأن «فيفا» يُساعد قطر على رفع أعداد الحضور الجماهيري بشكلٍ فاضح. عملياً، كان التفسير الأقرب إلى الحقيقة، هو خطأ في النظام الإلكتروني الخاص ببيع التذاكر، إذ يُمكن أن يكون هناك عددٌ كبيرٌ من المشجعين، الذين حجزوا التذاكر، لكن لم يشتروها، وبالتالي عرضها «فيفا» للبيع مجدداً، من دون حذف الأرقام السابقة للبيع، ليزيد العدد بعد بيعها فعلياً.

«الكراسي المقتولة»
بالعودة إلى معلومة عدم احتساب المقاعد المخصصة للإعلاميين والمنظّمين، يشرح نائب المدير العام للتسويق والاتصال وتجربة البطولة في اللجنة العُليا للمشاريع والإرث، خالد علي المولوي، في حديثٍ إعلاميّ، أن هناك ما يُسمّى بـ«الكراسي المقتولة»، وهو مصطلح للمقاعد التي يستخدمها الإعلاميون وفي نقاط أمنية لرجال ونساء الأمن، و«نقاط أخرى». وبحسب المولوي، فإنه بسبب الطلب الجماهيري الكبير على حضور بعض المباريات، «تتم الاستعانة بهذه المقاعد للمشجعين». ويؤكّد أن هناك «نسبة بسيطة من المقاعد للمنظّمين». هذه المقاعد لا تشمل فقط التي يجلس عليها الصحافيون والإعلاميون في الأماكن المخصصة لهم على المدرجات، بل تلك التي يشغلها المصوّرون الفوتوغرافيون، ومصوّرو المباريات تلفزيونياً، والإعلاميون في المقصورات الخاصة للبرنامج.

أرقام قياسيّة
لا يزال الحضور الجماهيري في مونديال 1994 الذي أقيم في الولايات المتحدة الأميركية، البالغ 3 ملايين و568 ألفاً و367 مشجّعاً، الأكبر في تاريخ نهائيات كأس العالم. مونديال البرازيل 2014، هو الأقرب إليه، بحضورٍ بلغ 3 ملايين و441 ألفاً و450 مشجّعاً، من بعده مونديال ألمانيا 2006 (3,367,000)، ثم مونديال جنوب أفريقيا 2010 (3,167,984)، ومونديال روسيا 2018 (3,031,768)، ليتراجع الرقم إلى أقل من 3 ملايين في باقي النسخ، من مونديال فرنسا 1998 (2,859,234).