عاد منتخب لبنان لكرة القدم بفوز متوقّع على مضيفه السريلانكي (3-0) ضمن التصفيات المزدوجة ليحصل على جرعة معنوية مهمة قبل لقاءيه الصعبين الشهر المقبل أمام الكوريّتين الشمالية والجنوبية في 14 و19 تشرين الثاني. فارق المستوى بين المنتخبين بدا واضحاً من خلال مجريات المباراة، رغم سوء أرضية الملعب التي أثّرت بشكل كبير جراء هطول كثيف للأمطار، مترافقاً مع حرارة عالية ورطوبة أثّرت على اللاعبين. مباراة أمس كانت تاريخية لأكثر من لاعب. فهي شهدت تسجيل القائد حسن معتوق هدفه الحادي والعشرين من ركلة جزاء منحت التقدم للبنان في الدقيقة 15. هدفٌ توّج القائد معتوق هدافاً لمنتخب لبنان، وكان بإمكانه رفع رصيده لو سدد ركلة الجزاء الثانية التي احتسبها الحكم البحريني، لكنه أفسح المجال لزميله هلال الحلوة كي يسجل منها الهدف الثاني في الدقيقة 37. الحلوة لم يكتف بالهدف، بل نجح في تسجيل هدفٍ ثانٍ وبطريقة رائعة في الدقيقة 81 لتكون المرة الثانية التي يسجّل فيها الحلوة «دوبليه» لمنتخب لبنان في مباراة واحدة بعد المرة الأولى أمام كوريا الشمالية في كأس آسيا.تاريخية المباراة أيضاً كانت للاعب فريق شباب الساحل حسين رزق «نونا» الذي شارك مع منتخب لبنان للمرة الأولى بديلاً لنادر مطر في الشوط الثاني. مشاركة أولى لرزق ضمن سياسة الجهاز الفني بمنح دورٍ للاعبين الشباب في مشوار التأهّل الى كأس آسيا.
فنياً، لا يمكن الحديث عن اللقاء لعدة أسباب. أوّلها، سوء أرضية الملعب التي أثرت على أداء اللبنانيين، باستثناء ربيع عطايا الذي كان أفضل اللاعبين رغم اختيار هلال الحلوة كأفضل لاعب في اللقاء بسبب تسجيله هدفين. أضف الى ذلك ضعف الخصم الذي يحتل المركز 202 في ترتيب الفيفا مقابل المركز 94 للبنان. فالمنتخب السريلانكي وصل الى مرمى حارس منتخب لبنان مهدي خليل للمرة الأولى في الدقيقة 65 حين التقط الحارس اللبناني الكرة لأول مرة. صاحب الأرض لجأ الى خطة دفاعية مؤلفة من تسعة لاعبين سعياً وراء الخروج بأقل الخسائر.
أرضية الملعب أثرت سلباً على مستوى المنتخبين

ورغم ذلك، نجح اللبنانيون في التسجيل ثلاث مرات، وكان بإمكانهم الخروج بنتيجة أكبر لولا مجانبة الحظ للقائد معتوق الذي سنحت له العديد من الفرص، لم ينجح في ترجمتها الى أهداف كانت سترفع رصيده التاريخي مع منتخب لبنان.
بعد المباراة، قال المدير الفني لمنتخب لبنان الروماني ليفيو تشيبوتاريو: إن الطرفين تأثّرا «بسوء الأحوال الجوية، ولولا ذلك لكان الأداء مختلفاً. نعرف أن منتخب سريلانكا يقاتل على أرضه واتضح ذلك من خلال نتيجتيه أمام تركمانستان وكوريا الشمالية. أهنئ لاعبي المنتخب، نحن جئنا إلى كولومبو وفي جعبتنا 3 نقاط وتمكّنّا من مضاعفتها لأننا كنا الأفضل والأكثر تنظيماً وتصميماً، ما يعزز حظوظنا في التأهل. التصفيات طويلة وينتظرنا عمل كثير... غداً يوم آخر».
من جهته، قال هلال الحلوة «كنا متحسبين للأحوال الجوية. أصلاً تدربنا منذ وصولنا الى كولومبو تحت المطر. لكنه كان غزيراً اليوم، فحوّل أرضية الملعب إلى بحيرات وأعاق تحركنا. لكن بفضل التصميم والتركيز ورغم إهدارنا فرصاً بالجملة، استطعنا الخروج فائزين، وهذا هو المهم».
وضمن المجموعة عينها، تعادلت كوريا الشمالية مع ضيفتها وجارتها اللدودة كوريا الجنوبية سلباً، في مباراة تاريخية من دون جماهير تركزت الأضواء عليها ولم تكن منقولة مباشرة على الهواء. وتواجه المنتخبان على ملعب «كيم إيل سونغ» في مباراة غير منقولة، من دون جماهير كورية جنوبية أو محلية أو حضور إعلامي أجنبي. المباراة التي وصفها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بـ«إحدى أكثر المباريات المنتظرة»، كان بالمقدور متابعة مجرياتها فقط من خلال التعليق المباشر على موقع الاتحاد الدولي (فيفا) المقتصر على التبديلات والإنذارات.
نتيجة التعادل تعدّ سيئة للبنان، فقد رفع المنتخبان الكوريان رصيدهما إلى 7 نقاط من 3 مباريات، مقابل 6 للبنان، و3 لتركمانستان، فيما بقي المنتخب السريلانكي من دون نقاط. ويتأهّل متصدر كل من المجموعات الثماني مع أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني إلى الدور الثالث من التصفيات. وذكر الاتحاد الآسيوي أن المباراة «لم تشهد الكثير من الفرص الهجومية على المرمى من الفريقين، حيث سيطر الحذر على أدائهما في معظم المراحل».