أسئلة عدّة يمكن طرحها قبل موقعة البرازيل وبلجيكا في الدور ربع النهائي لمونديال 2018. من سيكون نجمها الأول؟ هل سيتوقّف نيمار عن القيام بحركاته «الطفولية» والتمثيل على اللاعبين وعلى حكم المباراة، ليستعيد بعضاً من «النضج الكروي» الذي يملكه حتى يكون بكامل تركيزه في اللقاء؟ هل سيخطف روميلو لوكاكو الأضواء من جديد بعد أن «صام» عن التهديف في المباراة الأخيرة أمام المنتخب الياباني، أم سيكون لإيدين هازار وكيفن دي بروين ودريس مرتنس رأي آخر في هذه المباراة؟ومن دون شك سيكون الترقب كبيراً لكيفية مقاربة تيتي للقاء بعدما فقد أحد أبرز أسلحته في خط الوسط، أي كاسيميرو بسبب حصوله على إنذارين. والأكيد أن فرناندينيو سيكون البديل المناسب لكاسيميرو. لكن هنا يجب لفت الانتباه إلى نقطة مهمة: كاسيميرو وفرناندينيو لاعبان يختلفان في طريقة اللعب. فالأوّل يمتاز بقدراته الدفاعية الكبيرة دونها الهجومية. أما الثاني، فهو كما وصفه المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا بـ «اللاعب الشامل»، والمتعدد الأدوار. بالفعل، لدى فرنادينيو القدرة على التكيّف في وسط الملعب، لكن يبقى الأمر المقلق بالنسبة إلى تيتي المحبّ للانضباط الدفاعي، هو النزعة الهجومية للاعب السيتي.

هجوم البرازيل جاهز
وبالحديث عن الهجوم، أصبح دوغلاس كوستا جاهزاً بعد أن استعاد عافيته كاملة وبدأ يتدرّب مع المجموعة. كما هو حال الظهير الأيسر مارسيلو الذي سيكون جاهزاً أيضاً لخوض المباراة أمام المنتخب البلجيكي. وسيكون فيليبي كوتينيو حاضراً وجاهزاً و«حاسماً» كما كان في دور المجموعات حين سجّل هدفين ومرر تمريرة حاسمة لزميله باولينيو. نصّب كوتينيو نفسه في هذا المونديال النجم الأوّل لمنتخب «السامبا»، بعد أن كان له الأثر الأكبر في تخطّي دور المجموعات.
تشكيلتان مليئتان بالمواهب، واحدة لتأكيد التفوّق والثانية لكتابة التاريخ


ويمكن الجزم بأنه لا يتمنى أحد أن يكون مكان المدرب تيتي، فهو سيقف أمام تحديين اثنين. الاوّل والأهم بالنسبة إلى كل متابعي المنتخب البرازيلي يحمل سؤالاً: هل سيشرك المهاجم روبرتو فيرمينو على حساب غابريال جيسوس؟
الجواب عند تيتي، لكن الأرقام تحكي أيضاً. شارك جيسوس حتى الآن في 349 دقيقة سددّ فيها مرّة وحيدة على المرمى ولم يسجّل أي هدف، بينما شارك فيرمينو في 37 دقيقة فقط، سجّل هدف وحيداً من تسديدتين على المرمى.
وفي الجهة المقابلة، وخصوصاً بعد أن قدّم ويليان أداءً مميزاً في المباراة الأخيرة أمام المنتخب المكسيكي، وعودة دوغلاس كوستا من الإصابة. سيصبح لدى تيتي خياران في مركز الجناح الأيمن، فمن يستحق المشاركة أساسياً؟ سؤال تصعب الإجابة عنه، فكيف سيكون وقعه على المدرّب، الذي يحمل ونجمه نيمار عبئاً ثقيلاً، عبء ريو دي جانيرو، عبء أطفال «الفافيلاس»، عبء الشوارع والأحياء الفقيرة، لكن الأهم يبقى حمل كأس العالم لنسيان مآساة النسخة الماضية.

بلجيكا لكتابة التاريخ
مع وصول المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز، ومساعده الفرنسي تييري هنري، دخل المنتخب البلجيكي حقبة جديدة في تاريخه. لكن الأكيد أن «الشياطين الحمر» يريدون كتابة تاريخ جديد تبدأ صفحته الأولى من خلال الفوز على البرازيل. لذا، إذا كان هازار ورفاقه يطمحون إلى الذهب، فعليهم التغلّب على أكثر من استمتع بطعمه، أي «السيليساو».
بجوع لوكاكو للأهداف، سيدخل البلجيكيون مباراة «استمرار الحلم». فهذا الهداف المرعب أصبح أكثر من مهاجم، بل «قائداً من دون شارة». يقف في وسط اللاعبين، يرفع يديه ويبدأ بإرشاد زملائه ورفع معنوياتهم وشحنهم قبل بداية أيّة مباراة، ليلعب دور هازار، وفانسان كومباني. ابن الـ 25 عاماً يتمتّع بشخصيّة قياديّة يفتقدها الكثير من اللاعبين أبناء جيله. وبأربعة أهداف يحتلّ الكونغولي الأصل المركز الثاني في ترتيب الهدّافين خلف المهاجم الإنكليزي هاري كاين صاحب الـ 6 أهداف.
لكن يبقى لهازار قيمته أيضاً، فهو أحد أهم اللاعبين في تشكيلة المدرب مارتينيز. قدّم هازار موسماً متواضعاً مع تشلسي الموسم الماضي، إلاّ أنه ما لبث أن استعاد شيئاً ممّا اعتدنا مشاهدته منه في المونديال. لدى هازار هدفان وتمريرتان حاسمتان في كأس العالم حتى الآن، وهو من بين أكثر اللاعبين فعالية من حيث التأثير في أداء منتخب بلاده.
وبالطبع استفاد كثيراً من مجموعة الموهوبين في الوسط، على رأسهم أكسل فيتسل الذي نسيه العالم بعد انتقاله إلى الصين، في وقتٍ كان فيه مطلوباً في يوفنتوس بعد تجربة ناجحة مع زينيت سان بطرسبورغ الروسي. لاعب «عرف دوره فوقف عنده»، إذ يلعب من دون تعقيدات، يقطع الكرة ويمررها بسرعة.
كما يقف إلى جانبه نجم صاحب مستوى ثابت دائماً، هو كيفن دي بروين الذي يعدّ أحد أبرز مفاتيح اللعب في التشكيلة البلجيكية. نجم بغنىً عن التعريف، إذ يكفي أن نرى ما قدّمه في الموسم الماضي مع فريقه مانشستر سيتي لندرك مدى قدراته الاستثنائية.



«السيليساو» و«الشياطين» بالأرقام

يخوض المنتخب البرازيلي الدور ربع النهائي للمرّة السابعة توالياً في كأس العالم.

خسرت البرازيل مرتين فقط في آخر سبع مرات وصلت فيها إلى ربع النهائي (ضد فرنسا في 2006 وضد هولندا في 2010).

أُقصيت البرازيل أمام منتخبات أوروبية في آخر ثلاث مشاركات لها في كأس العالم (فرنسا 2006، هولندا 2010، ألمانيا 2014).

أسهم إيدين هازار في 19 هدفاً خلال 18 مباراة مع المنتخب البلجيكي تحت قيادة المدرب روبرتو مارتينيز (سجّل 10 وصنع 9).

أسهم نيمار في 20 هدفاً في آخر 19 مباراة له مع المنتخب البرازيلي (سجّل 11 وصنع 9).

سجّل روميلو لوكاكو 4 أهداف من 5 تسديدات له على المرمى في مونديال 2018.

آخر مواجهة بين المنتخبين في كأس العالم تعود إلى مونديال 2002، حيث فاز المنتخب البرازيلي بنتيجة 2-0.

لم يخسر المنتخب البلجيكي في آخر 23 مباراة خاضها بين ودّية ورسمية، وتعود آخر هزيمة إلى شهر آب 2016 في مباراة ودّية مع المنتخب الإسباني.