مع انطلاق المونديال تضاعف عدد الزبائن حتى أن السوق بات يغص بهم
وللتجار آراء «مفصّلة» في مساءل الربح والخسارة، وتأثيرها على حركة «السوق» خلال المونديال. وحسب صاحب إحدى المحال الصغيرة لبيع الهدايا، فإن الفرق التي تحقق الفوز، وتستمر في المنافسة لوقت أطول، تحمّل مشجعيها تكلفة أعلى في الإقامة والتنقل بين المدن لحضور المباريات، أما الفرق الخاسرة، لديها حسابات أخرى: «فترة إقامة المشجعين في هذه الحالة قد لا تطول عن 10 أيام أو أسبوعين وهذا يجعلهم يُقبلون على الشراء خاصةً أن الميزانية المرصودة لفترة أطول تكون تسمح بذلك». وحول مدى مراعاة الأذواق والرغبات في انتقاء المعروضات يقول ستين غولفين، وهو صاحب متجر بالسوق ذاته، إن البضائع تحمل خصوصية حيث أن بعض دمى «ماتريوشكا» تحمل صوراً لنجوم فرق كالبرازيل أو الأرجنتين أو غيرهما وبعضها الآخر يحمل صوراً لسياسيين وزعماء من مختلف البلدان، وهذا يدفع الزبائن ممن يهتم بتلك الشخصيات لشراء تلك البضائع بالذات كذكرى. سوق رأسمالية صرفة في عاصمة كانت عاصمة الاشتراكية العالمية قبل سنوات. ما يبقى، هو الطابع «الأممي»، الذي يضيفه كأس العالم، ولا تضيفه الطبيعة الرأسمالية بطبيعة الحال. يقول غولفين إن معرفة هوية الزبائن على المعروضات تنعكس على «العرض والطلب»... فقد «دفعت خصوصية المونديال أصحاب المحال لجلب بضائع تناسب الأجواء فمثلاً إلى الماتيروشكا الخاصة هنالك بعض الهدايا الخاصة كنموذج مصغر لكأس العالم أو ملعب لوجنيكي الشهير بموسكو أو تميمة المونديال الذئب زابيفاكا». استدرك بالقول إنه وعلى الرغم من أن أسعار هذه الهدايا والتذكارات أغلى من الهدايا العادية كون لها قوالب خاصة إلا أنها تشهد إقبالاً كبيراً، فليس كل عام يمكن السفر إلى روسيا.
في أية حال، ومن زاوية تجارية، تبقى ماتريوشكا، والذئب زابيفاكا من أبرز التذكارات أو الهدايا التي يحملها معهم مشجعو المونديال إلى بلدانهم لتذكر اللحظات «المونديالية» في روسيا. وماتريوشكا، هي عبارة عن دمية خشبية تتضمن داخلها عدة دمى أخرى بأحجام متناقصة، بحيث أن الأكبر تحوي الأصغر منها، وعادة ما تمثل المرأة الروسية الريفية باللباس التقليدي، وترسم ملامح المرأة وبناتها اللاتي يشبهنها. أما الذئب زابيفاكا، فهو التميمة الرسمية لمونديال روسيا 2018، وكشف النقاب عنها في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016، بعد تصويت شارك فيه أكثر من مليون شخص، ويعني الاسم بالروسية: «الهداف». ولزابيفاكا مجسمات منتشرة على مداخل الاستادات الرئيسية والساحات العامة في أنحاء روسيا إضافة إلى ارتداء عدد من الأشخاص زيه وقيامهم بالتجول في الملاعب والأسواق كأحد مظاهر وأجواء الاحتفاء بالمونديال. أما ما لا يُشترى ولا يباع في السوق، فهو تاريخ روسيا العظيم.