نيمار لم يكن في أحسن أحواله كما كان حال تسريحة شعره
أمّا الآن فالمونديال قد بدأ، وبدأ بداية صعبة وسيئة وغير متوقعة للمنتخب البرازيلي. نيمار لم يكن في أحسن أحواله كما كان حال تسريحة شعره التي لم تكن على حالها. نيمار تعرّض لتدخلات عنيفة (10 تدخلات في مباراة واحدة كرقم قياسي منذ عام 1998). نيمار ليس جاهزاً 100%، كلها عوامل منعت المنتخب البرازيلي ومدرّبه «تيتي» من الفوز بتلك المباراة. باستثناء هدف فيليبي كوتينيو المميز في الشوط الأول، لم يستطع «تيتي» إيجاد الحلول من خلال لاعبيه. نيمار كما قال تيتي ليس جاهزاً ولم يتدرّب مع المجموعة أخيراً، إلا أنه سرعان ما عاد من جديد لينضم الى التدريبات، ولكن الأمر يبقى غير مطمئن بالنسبة الى حالة نجم باريس البدنية. عامل آخر ضعّف من قدرة البرازيل الهجومية، وهو التوتّر الواضح في غرفة الملابس، والقضيّة التي دائماً ما تحدث جدلاً في الوسط البرازيلي، من سيلعب؟ من أفضل؟ روبرتو فيرمينو أم غابرييل جيسوس؟ ما قدّمه الصغير جيسوس في المباراة الأولى من المونديال وحتى في المباريات الودية التحضيرية للعرس الكروي الكبير لم يكن مقنعاً بكل يختلف كثيراً عن أداء «غابي» في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم. من جهته، فيرمينو قدّم موسماً مذهلاً ومميزاً مع فريقه ليفربول حيث وصل رفيفة «الريدز» إلى نهائي دوري الأبطال وكانت أفضل نسخة منه تهديفياً وحتى في صناعة الأهداف. وعلى أساس التوقعات والحديث عنها، سيدخل تيتي مباراة كوستاريكا الثانية للبرازيل في المونديال، على الأغلب بالتشكيلة نفسها التي لعب بها أمام سويسرا.
سيكون هذا القرار من تيتي مقبولاً وجيداً لعدة أسباب، منها عدم تدمير ثقة جيسوس بنفسه. فتدني مستوى الأخير في مباراة سويسرا لا يعني أن اللاعب ليس جاهزاً أو نسي كيف يلعب. فربما يكون قد مرّ بفترة صعبة نفسياً جعلت منه لا يقدم أفضل ما لديه، فأفضل اللاعبين في العالم يمرّون بمثل هذه الفترات. ميسي أوّلهم الذي دائماً ما يكون تحت الضغط مع الأرجنتين. الأمر ذاته مع كريستيانو رونالدو في بعض مباريات ريال مدريد. الأمر طبيعي، ومن الذكاء لدى تيتي أن لا يغيّر تشكيلته. مِن الممكن أن تعطي الأسماء نفسها أداءً أفضل كالذي اعتاد المشاهد البرازيلي مشاهدته: كرة «السامبا» والتمريرات القصيرة والمهارات الفردية العالية. والأهم: نيمار «قص» شعره.
منتخب من دون قائد
بعد أن كان قائد المنتخب البرازيلي في المباراة الأولى للـ«سيليساو» في مونديال روسيا أمام المنتخب السويسري هو مارسيلو، أعلن المدرّب «تيتي» هويّة قائد المنتخب في المباراة الثانية أمام المنتخب الكوستاريكي. سيحمل مدافع باريس سان جيرمان تياغو سيلفا شارة القيادة هذه المرّة. من غير الاعتيادي عدم وجود قائد لأي منتخب، يعوّل عليه مدرّب الفريق ويحمّله مسؤولية قيادة المنتخب وتنظيمه. من هذه المنتخبات التي لا تمتلك القائد الاوّل لتشكيلتها، المنتخب البرازيلي. اعتمد المدرب «تيتي» على «نظرية» تدوير شارة القيادة بين جميع اللاعبين خلال مباريات تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لروسيا. في بادئ الأمر، كانت فكرة المدرب البرازيلي هي معرفة من هو اللاعب من بين اللاعبين الذي يستحق أن يكون قائداً لمنتخب «السامبا». إلاّ أن هذه المداورة لم تُجدِ نفعاً، ولم يصبح لدى المنتخب البرازيلي هذا القائد الاساسي الذي يهابه الجميع. حاول مع تياغو سيلفا، وماركينيوس وداني ألفيس (الذي كان من المرجّح أن يكون هو قائد المنتخب في روسيا، نظراً إلى حمله للشارة في أكثر من مباراة). حتّى إنه كان قائد المنتخب البرازيلي في المباراة التحضيرية أمام كرواتيا غابرييل جيسوس، أصغر لاعب في المنتخب. لربّما سيكون هذ العامل (غياب القائد الأساسي) مؤثراً جداً في أداء المنتخب الأصفر في المونديال، كيف لا وهي أزمة قائد للمنتخب.