كما تابع العالم، انتهت قمّة الجولة الثانية من المجموعة الرابعة بفوز مستحق وعريض للمنتخب الكرواتي بثلاثة أهداف من دون رد أمام منتخب الأرجنتين. بدأت المباراة بتشكيلة «سيّئة» دخل بها مدرب الأرجنتين خورخي سامباولي الذي يتحمّل كامل المسؤولية بسبب خياراته التي ليس لها أي تبرير. لعب كل من ميزا على الجهة اليمنى وأكونيا على الجهة اليسرى بينما شارك لاعب ريفر بلايت الأرجنتيني ولاعب فالنسيا السابق إنزو بيريز إلى جانب خافيير ماسكيرانو كلاعبي ارتكاز. منذ البداية، كان واضحاً، أن هذه الأسماء، لا يمكنها مقارعة لوكا مودريش وإيفان راكيتيش وبقية المجموعة الكرواتية الصلبة. هكذا، لم يخلق الأرجنتينيون أي فرصة حقيقية للتسجيل باستثناء كرة بيريز التي جانبت القائم الأيمن للحارس سوبازيتش. من جهتهم استحوذ «الكروات» على الشوط الأول عبر التمريرات بين «نجوم» خط وسطه، كيف لا وهم يمتلكون ربما أفضل خط وسط في البطولة بأسرها. لكن هذا الاستحواذ لم يثمر الهدف الذي أراده المنتخب الكرواتي في الشوط الأوّل.في الشوط الثاني، قررّ ويلي كاباييرو حارس مرمى المنتخب الأرجنتيني بأن يغيّر «الملل» الذي شهده شوط المباراة الأول. أرسل كرة بالخطأ إلى جناح المنتخب الكرواتي ريبيتش، الذي لم يفكّر مرّتين مدخلاً الكرة في الشباك، معلناً عن تقدّم منتخب لوكا مودريتش بالهدف الأول في اللقاء. استمر عناد سامباولي. شارك ميزا اللاعب «غير المعروف» طوال تسعين دقيقة على رغم وجود لاعبين كديبالا وغونزالو هيغوايين وحتى أنخيل دي ماريا على دكّة البدلاء.
عجز المدافع أوتاميندي عن منع مودريش من التسديد(أ ف ب )

لم يفكّر أبداً خورخي سامباولي في إدخال لاعب أشبيلية إيفير بانيغا كصانع للألعاب يخفف الضغط عن ميسي، الذي لطالما رأيناه يعود إلى منتصف الملعب ليحاول استلام الكرة ويصنع اللعب بنفسه، وخير دليل بأن ميسي قد لمس الكرة في أربع أو خمس مناسبات فقط في شوط المباراة الأول. استمر الضغط الأرجنتيني «المتواضع»، قابلته هجمات مرتدّة من المنتخب الكرواتي. وفي هفوة دفاعية أخرى عجز المدافع أوتاميندي عن منع مودريش من التسديد. سددّ «كرويف الجديد» الكرة من خارج منطقة الجزاء بقوّة لم يستطع الحارس كاباييرو بأن يتصدّى لها. حدث ذلك عند الدقيقة 80. دخل ثنائي اليوفي المميّز أرضية الملعب في وقت متأخر من المباراة، عسى أن ينقذوا ميسي ويساندوه في وحدته في الخط الأمامي مع «الأعجوبتين» ميزا وأكونيا. إلاّ أن الأمور السيئة ازدادت سوءاً على ميسي: هدف ثالث كرواتي في الدقائق الأخيرة أثبت من خلاله راكيتيتش «عقم» أفكار سامباولي، ومن خلفه الأرجنتين.
أصبحت الآن الأمور جداً صعبة بالنسبة لـ«حلم» التأهل. نعم هو حلم، يحتاج الآن المنتخب الأرجنتيني لأن يشاهد مباراة آيسلندا ونيجيريا متأملاً بفوز نيجيري أو بأسوأ الأحوال تعادل ما بين النسور ورجال «الفايكينز» الذين كان لهم الأثر الكبير بما كان عليه الأرجنتيني في المباراة. بعد أن خسر رفاق ليو نقطتين ثمينتين في الجولة الأولى. لم يعد الأمل متعلّق بميسي الآن، ولا بسامباولي، بل بالمنتخب النيجيري، أو بتعثر آيسلندي. وبالطبع سينتظر الشعب الأرجنتيني من جديد معشوقه «لا بولغا» في مباراة ثالثة، لربّما تكون ثابتة لتحقق الأرجنتين الفوز المستعصي عليه في البطولة أمام نيجيريا، ويصعد للدور المقبل. حتماً حينها سيرتّب المدرب سامباولي أوراقه ويستمع إلى الانتقادات التي يستحقّها ويغيّر بعضاً من أثاثيّاته. لكنه أمل ضئيل.