بعدما سبقتهما مصر أول من أمس، لحقت السعودية بالمغرب، مودّعة بطولة كأس العالم، بعد سقوطها أمام الاوروغواي بهدف وحيد، ضمن الجولة الثانية. منتخب «لا سيليسيتي» أقصى منتخبين عربيين من المجموعة الاولى في مباراةٍ واحدة، ضامناً مركزاً في دور الـ16، إلا أنه لم يكن مقعناً، لا في فوزه الأخير، ولا في تغلّبه على مصر بهدفٍ واحدٍ أيضاً في الدقيقة الأخيرة، ومواجهته مع روسيا المستضيف في الجولة الثالثة قد ترسم طريق خروجه من البطولة، في حال تأهّل عن المركز الثاني، قبل مواجهة متصدّر المجموعة الثانية، حيث يتنافس منتخبا إسبانيا والبرتغال. دخل مدرب السعودية خوان أنطونيو بيزي المباراة بواقعية أمام خصمه، ولعب برسم تكتيتي 4-2-3-1، مستبدلاً الحارس ياسر المسيليم بمحمود العويس، ومعتمداً على فهد المولّد في مقدّمة الهجوم ومعه حاتان باهبري وسالم الدوسري على الجهتين اليمنى واليسرى، بمساندة سلمان الفرج. خسارة «الأخضر» بخماسية في المباراة الاولى أمام روسيا، وتغلّب الأخير على مصر، وضعا بيزي تحت أمرٍ واقع: الهجوم ومحاولة التسجيل مبكراً، وذلك لأن الأوروغواي باتت المنافس الأول على بطاقة التأهّل الثانية، وأي نتيجة غير الفوز قد تُبعد السعودية عن المركز الثاني. مع ذلك، كان وسط المنتخب السعودي متماسكاً بمواجهة الرباعي كريستيان رودريغيز ورودريغو بنتانكور وماتياس فيسينو وكارلوس سانشيز. في الجهة المقابلة بدأ مدرب الاوروغواي اوسكار تاباريز المباراة برسم تكتيتي 4-4-2، يتحوّل إلى 4-5-1 مع تراجع أحد الثنائي لويس سواريز وإدينسون كافاني في الحالة الدفاعية. اللاعبان الأبرز في صفوف «لا سيليستي» لم يشكّلا الخطورة المطلوبة منهما على الرغم من الإزعاج الدائم للمدافعين السعوديين، حتى الدقيقة الـ17، حين هرب سواريز من تيسير الجاسم لدى تنفيذ سانشيز ركلة حرة على الجهة اليمنى، ليضع الكرة بسهولة في مرمى الحارس المسيليم. هجمات السعوديين تركزت على الجهة اليمنى عند باهبري، الذي حاول مرتين، إحداها أصابت مرمى الحارس فرناندو موسليلا. متاعب «الأخضر» ازدادت مع خروج الجاسم بسبب الإصابة ودخول حسين المقهوي قبل دقيقتين على نهاية الشوط الأول. وفي الشوط الثاني لم يختلف حال المنتخبين، وحاول المدرب تاباريز تنشيط الهجوم بالدفع بدييغو لاكاسالت ولوكاس توريرا بدلاً من رودريغيز وفيسينو، اللذين اكتفيا بصنع فرصة تهديفية واحدة. سواريز حاول تسجيل الهدف الثاني من ركلة حرة تصدّى لها الحارس المسيليم، ومثله جرّب سانشيز حظّه برأسية من دون أن يهزّ الشباك. التزام لاعبي الاوروغواي الدفاعي لم يسمح للسعوديين بتسديد أي كرة على المرمى طوال الشوط الثاني حتى الدقيقة الـ90، ما دفع بالمدرب بيزي إلى إدخال محمد كانو ومحمد السهلاوي، إلا أنه بقي معتمداً على الرسم التكتيكي عينه، الأمر الذي أبقى لاعبيه بعيدين عن منطقة جزاء الاوروغواي.
هكذا صعدت السعودية على متن الطائرة العربية المغادرة من روسيا، ولم تنجح في التأهّل إلى الدور الثاني للمرة الرابعة في تاريخ مشاركاتها الخمس في كأس العالم، من دون أن تنجح في تسجيل أي هدف قبل الجولة الثالثة التي ستلعب فيها مع مصر على المركز الثالث في المجموعة.