انتظر الجميع البرازيل وانتظر الجميع نيمار. لكن البرازيل لم تفز ونيمار لم يسجل. هكذا، اكتفى «السيليساو» بالتعادل أمام سويسرا الشجاعة 1-1 بعدما كان متقدماً 1-0. ودخل البرازيليون المباراة بقوّتهم الضاربة. عندما نحكي عن القوّة الضاربة أي في الجانب الهجومي بوجود نيمار وغابريال خيسوس وويليان مع مساندة من فيليبي كوتينيو. بدا واضحاً التركيز البرازيلي على الجهة اليسرى تحديداً، حيث شكّل نيمار وكوتينيو ومارسيلو مثلثاً.الأداء البرازيلي في الشوط الأول اتسم بالسرعة التي لم يستطع السويسريون مجاراتها. بدا واضحاً أن خطة السويسريين هي فرض رقابة على نيمار كيفما تنقّل، حيث لاحقه فالون بيهرامي كظلّه. هذا الأمر أفسح المجال أمام كوتينيو للعب بحرية. مجدداً، إنها الجهة البرازيلية اليسرى. كوتينيو يتسلم الكرة في الدقيقة 20 من خارج منطقة الجزاء ويسددها بحرفنة مقوّسة لتصطدم بالقائم الأيسر وتتهادى في الشباك. الهدف لم يكن عادياً، إذ فضلاً عن روعته فإن له رمزية إذ إنه يحمل الرقم 222 في تاريخ «السيليساو» في كأس العالم.
كان متوقعاً أن يزيد البرازيليون ضغطهم بعد هذا الهدف، لكن ما يُحسب للسويسريين أنهم لم يستسلموا أمام اسم المنتخب البرازيلي وبعد تقدّمه بالنتيجة، بل لعبوا بشجاعة لكنهم افتقدوا الحلول في ثلث الملعب الأخير. وبدا لافتاً مع نهاية الشوط أن الفريقين كانا متعادلين بنسبة الاستحواذ على الكرة بـ 50% لكل طرف.
السويسريون لم يحلموا بانطلاقة شوط ثان كالتي تحققت(أ ف ب )

السويسريون لم يحلموا بانطلاقة شوط ثان كالتي تحققت. إذ في الدقيقة 50 حصلوا على ركلة ركنية نفّذها ريكاردو رودريغيز وارتقى لها ستيفن زوبير برأسه وأرسلها إلى الشباك من دون أي رقابة، رغم أن الإعادة أظهرت أنه دفع جواو ميراندا بيده. القرار كان في النهاية بيد الحكم الذي لم يعد إلى تقنية الفيديو. الهدف كان مباغتاً للبرازيليين طبعاً.
نسق المباراة ظل على حاله مع تحسّن ملحوظ في أداء سويسرا، وظل بيهرامي يلاحق نيمار كظلّه حتى تلقّى بطاقة صفراء في الدقيقة 68، فسارع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش إلى إخراجه خشية تلقيه بطاقة صفراء ثانية وطرده وأشرك دينيس زكاريا بدلاً منه. أما تيتي، فكان قد سبقه بإخراج لاعبَي الوسط كاسيميرو وباولينيو وإدخال فرناندينيو وريناتو أغوستو على التوالي لتنشيط الوسط في ظل المجاراة السويسرية في منتصف الملعب، ثم عمد في ربع الساعة الأخير الى إخراج خيسوس وإشراك روبرتو فيرمينو لتنشيط الهجوم.
في الدقائق التالية ظل نيمار يحاول وحده، لكن الدفاع السويسري كان صلباً تارة وخشناً معه تارة أخرى. مع اللحظات الأخيرة ضغط البرازيليون، وفي الدقيقة 90 لعب نيمار ركلة حرة من الجهة اليسرى سددها فيرمينو برأسه، لكن الحارس يان زومير تمكن من إبعادها. أتبعه مباشرة ميراندا بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء، لكنه لم يصب الشباك. أما الفرصة الأخطر، فكانت في الوقت بدل الضائع عبر تسديدة أغوستو التي أبعدها فابيان شار عن خط المرمى. في النهاية، لم يستطع «السيليساو» الفوز. انطلاقة بتعادل، وليس هذا ما كان ينتظره البرازيليون طبعاً.