لم يكن عبثياً اختيار مدرب المنتخب الإيراني كارلوس كيروش كأفضل مدرب في آسيا عام 2017، فما حققه البرتغالي مع الـ«تيم ميلي» خلال السنوات الماضية كان كفيلاً بأن يستحق هذا اللقب عن جدارة. فالمنتخب الإيراني هو المنتخب الثالث الذي يقوده كيروش إلى كأس العالم، ليبلغ معهم نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخهم. بدأ كيروش مشواره في عالم التدريب مساعداً لمدرب نادي «ايستوريل بريا» البرتغالي، عيّن بعدها مدرباً للمنتخب الوطني البرتغالي وقادهم للفوز في 14 من أصل 31 مباراة. نجح البرتغالي أيضاً في قيادة منتخب البرتغال للناشئين دون الـ 20 للفوز بكأس العالم للشباب تحت 20 سنة مرتين عام 1989 و1991. تولى كارلوس بعدها تدريب عدد من الأندية في الدوري البرتغالي والإنكليزي والياباني، إضافة إلى خوضه تجربة جديدة مع منتخب الإمارات العربية المتحدة ومنتخب جنوب أفريقيا. في موسم 2002-2003، انتقل البرتغالي إلى الدوري الإنكليزي لمساعدة السير أليكس فيرغسون في تدريب نادي مانشستر يونايتد. وبعد موسم يتيم مع النادي الإنكليزي، حطّ كيروش في الأراضي الإسبانية لتدريب ريال مدريد. فشل المدرب البرتغالي في تجربته مع النادي الإسباني، ليعود على أثرها إلى محطته السابقة. أربعة مواسم ناجحة قضاها مع النادي الإنكليزي، عاد بعدها إلى تدريب المنتخبات من جديد، وهذه المرة مع منتخب بلاده، إلا أنّ المنتخب لم يحقق الكثير تحت إشرافه، فأقاله الاتحاد البرتغالي بعد عامين من توليه التدريب.
حمل عام 2011 مهمة جديدة للمدرب البرتغالي، تحسين أداء المنتخب الإيراني وإعادته إلى المسرح العالمي. نجح كيروش في هذه المهمة على الرغم من صعوبتها، وحصد العلامة الكاملة. اكتشف المشاكل الفنية التي يعانيها المنتخب، وأدرك أنهم بحاجة ماسة إلى الخبرة الأوروبية، فبدأ رحلة البحث عن اللاعبين المحترفين في أوروبا ذوي الأصول الإيرانية، واستدعاهم إلى المنتخب الوطني. التجربة الجديدة مع الوجوه الجديدة، والثقة التي قدمها للاعبين المحترفين آتت ثمارها، ليتأهل المنتخب الإيراني إلى نهائيات كأس العالم مرتين توالياً، الأولى في مونديال البرازيل 2014 والثانية مونديال روسيا 2018. وعلى الرغم من الصعوبات المالية التي واجهتها الكرة الإيرانية بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضت على البلاد، إلا أن ذلك لم يمنع كيروش من أن يكون أحد الأسباب الرئيسة لتصدر إيران منتخبات آسيا في التصنيف الدولي للسنوات الأخيرة الماضية.