بسيوف حادة ومهارات قتالية، سيطرت على اليابان لنحو تسعة قرون مجموعة من المحاربين النبلاء عرفوا بالـ«الساموراي». كانوا أكثر من مجرد مقاتلين كرسوا أنفسهم للطاعة المطلقة للقائد والإخلاص التام للإمبراطور. تقاليدهم وعاداتهم شكلت جزءاً كبيراً من الثقافة اليابانية، إذ تجذرت فنونهم القتالية في الإرث الحضاري الياباني، لذلك ليس من المستغرب أن يلقب المنتخب الياباني بالـ«الساموراي الأزرق». لم يكن مفهوم لعبة كرة القدم جديداً على الشعب الياباني لتشابهها مع لعبة الكيماري التاريخية، وهي رياضة «ركل» قديمة اقتصرت على النبلاء من أبناء البلاط الإمبراطوري وأبناء الطبقة الأرستقراطية والمحاربين الكبار. وعلى الرغم من ذلك، ذهل اليابانيون عندما شاهدوا مباراة كرة قدم لجنود بريطانيين على السواحل اليابانية، لتقام بعدها بخمس سنوات فقط أول مباراة كرة قدم بين ناديين يابانيين.في 1873، نظّم أحد ضباط البحرية البريطانية مباراةً لكتيبته في كرة القدم على السواحل اليابانية. وكانت تلك المرة الأولى التي يشاهد فيها اليابانيّون مباراة لكرة القدم. ولكن أصول هذه الرياضة ذكّرتهم بالـ«الكيماري» اليابانية. وبعد تلك الحادثة بخمس سنوات، أقيمت مباراة بين ناديين يابانيين هما ريغيتا كوب ويوكوهاما. مرت عقود من الزمن وانتشرت كرة القدم على نحو واسع في اليابان (تعني مصدر الشمس بحسب التسمية القديمة كما هو شائع) فتم إنشاء اتحاد اللعبة عام 1921. المشاركة في الألعاب الأولمبية برلين 1936 جعلت المنتخب الياباني أول منتخب آسيوي يتأهل إلى الأولمبياد. وجاءت المشاركة في أولمبياد نيو مكسيكو 1968 لتحمل معها أول تتويج بالميدالية البرونزية. ويعتبر هذا الإنجاز أفضل إنجاز في تاريخ آسيا في الدورات الأولمبية. وبعد سنوات طويلة، شهد عام 1993 مولد الدوري الاحترافي الياباني في 15 أيار/ مايو. شارك في الدوري آنذاك لاعبون، أمثال: زيكو وغاري لينيكر ودونغا وبيير ليتبارسكي حيث كان من المتوقع أن يجذب الدوري الجديد، بما فيه من نجوم، الجمهور ومعه تدخل الكرة اليابانية عجلة التطور. وفي التسعينيات من القرن أيضاً، بدأ العمل على تطوير المنتخب من خلال افتتاح مدارس كروية والاستعانة بخبراء كرويين من القارة الأوروبية، لتكون ثمار هذا العمل تأهلاً أول لكأس العالم في 1998. وبعدها بعام حقق منتخب شباب اليابان الميدالية الفضية في كأس العالم للشباب الذي أقيم في نيجيريا. وفي لبنان 2000 توجت بلقب البطولة الآسيوية، ومن ثم استضافت نهائيات كأس العالم بالتعاون مع كوريا الجنوبية عام 2002، لكن الكرة اليابانية شهدت تراجعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.
أما أسباب هذا التراجع، فتعود إلى أسباب «فنية» عدة، لكنها بالتأكيد ليست ثقافية، إذ يتميّز اليابانيون دائماً بروحهم الانتصارية، وما يهمهم في الأداء هو الدقة والتنظيم. التراجع سببه غالباً ضعف المنافسة آسيوياً، حيث يجد «الساموراي» نفسه متفوقاً وعملاقاً، بينما يواجه في المونديال فرقاً أشد بطشاً من تلك التي يواجهها في آسيا. إلا أن الروح اليابانية هي روح واحدة، من أول حدودها إلى آخرها، وتجمع اللاعبين في الدوري المحلي مع المحترفين خارج الحدود. وهذا يضفي دائماً على اليابان سحراً ينقص كثيراً الفرق الأخرى.



أرقام المنتخب:
* تأهل المنتخب الياباني أول مرة في تاريخه إلى كأس العالم عام 1998
* أفضل نتيجة لليابان في نهائيات كأس العالم هي الوصول إلى الدور الثاني عام 2002
* أكبر فوز لها كان على الفيليبين عام 1967 بنتيجة 15 - 0 وأقسى خسارة كانت أمام الفيليبين أيضاً في عام 1917 بنتيجة 2 ــ 15
*المنتخب الوحيد من خارج القارة الأميركية الذي شارك في بطولة كوبا أميركا

أبرز اللاعبين
شونسوكي ناكامورا:


أحد عمالقة خط وسط منتخب اليابان في السنوات الأخيرة. لعب 98 مباراة دولية سجل خلالها 24 هدفاً، كما قاد بلاده إلى إحراز لقب كأس أمم آسيا 2004 في الصين حيث أحرز جائزة أفضل لاعب في الدورة. كان ناكامورا يتميز بتمريراته الدقيقة وضرباته الحرة التي تمزق شباك مرمى الخصم. لعب مع أندية عدة في القارة العجوز، لكن أمجاده صنعها مع نادي سلتيك الاسكتلندي. توّج بالعديد من الألقاب الفردية، أبرزها جائزة أفضل لاعب في الدوري الياباني لعام 2000.

يوشي كاواغوتشي:


اشتهر حارس المرمى والقائد السابق للمنتخب الياباني بتصدياته القوية لضربات الجزاء والتي أنقذ عبرها منتخب بلاده من الخسارة المحتمة في أكثر من مناسبة. مثّل كاواغوتشي بلاده في أكثر من مئة مباراة دولية مع المنتخب الياباني، وشارك أربع مرات في بطولة كأس العالم لكرة القدم (1998، 2002، 2006، 2010). كما كانت له مساهمة كبيرة في مساعدة المنتخب بالفوز بكأس أمم آسيا 2004 في الصين.




ناكاتا... أو «الكابتن ماجد»


صرح هيديتوشي ناكاتا، لاعب منتخب اليابان، بعد مباراة البرازيل في كأس العالم ألمانيا 2006، أن المسلسل الكارتوني «الكابتن تسوباسا» أو الكابتن ماجد كما نعرفه بالعربية، كان مصدر إلهامه طوال مسيرته الكروية. ولد ناكاتا في 22 كانون الثاني/ يناير 1977 في ياماناشي في اليابان، وكان أحد أفضل اللاعبين الآسيويين المحترفين في أوروبا، وقد لعب لعدة أندية شهيرة مثل نادي روما ونادي بولتون وأندرز الإنكليزي. كانت بدايته في بيلمار هيراتسوكا الياباني وذلك في 1995 بعدها مثل المنتخب الياباني في أولمبياد أتلانتا 199، وكان عمره 19 سنة، وقدم مستويات لفتت الأنظار وتوج على أثرها بجائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية عام 1997 ليصبح أصغر لاعب آسيوي يحقق هذه الجائزة. ولم يتوقف عند هذه الجائزة، فعاد ليقود منتخب بلاده وللمرة الأولى في تاريخه نهائيات كأس العالم في فرنسا 1998. وفي العام نفسه انتقل إلى بيروجيا في إيطاليا وسجل في مباراته الأولى هدفين في مرمى يوفنتوس. ولعب بعدها في روما وبارما وفيورنتينا. ثم انتقل إلى نادي بولتون وأندرز الإنكليزي ولعب معهم 16 مباراة وسجل هدفاً واحداً في موسم 2005-2006 ليختتم مسيرته الكروية هناك.