وضع الفشل في التوصل إلى اتفاق بشأن تجميد الإنتاج النفطي صدقية «أوبك» في موقع الشكّ، فضلاً عن تأثيره بأسعار النفط التي انخفضت، أمس، وذلك بعد انهيار اجتماع الدوحة، أول من أمس، بين الدول النفطية من خارج المنظمة وداخلها، ما يجعل التوقعات بشأن أسواق النفط محطّ غموض.
وهبطت تعاقدات خام برنت الدولي 6 في المئة في بداية التعامل، أمس، قبل ارتفاعها إلى 41.31 دولاراً للبرميل. وهبطت تعاقدات الخام الأميركي 4.6 في المئة إلى 38.50 دولاراً للبرميل.
واعتبر السبب الأساسي في فشل التوصل إلى اتفاق، ما أعلنه ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، حول رفض السعودية أي خفض لإنتاجها ما لم تلتزم جميع الأطراف بذلك، تحديداً إيران.
في هذا الإطار، أشار ممثل إيران في «أوبك»، حسين أرديبيلي، في مقابلة مع وكالة «شانا» الإيرانية، إلى أن بلاده «لم تتوقف عن دعم الخطوات لتحقيق الاستقرار في سوق النفط، لكنها أصرت على أنها لا يمكن أن تكون جزءاً من خطة تجميد (الإنتاج) قبل أن يعود إنتاجها إلى ما كان عليه قبل العقوبات». وأضاف أن إيران لطالما أصرت على أن «زيادة المعروض من النفط الخام يجب تجنبها». وأكد أن بعض المنتجين «زادوا إنتاجهم بمليوني برميل في اليوم»، وبهذا «فإن التخمة في السوق لا يمكن أن تكون أسوأ مما هي عليه»، متابعاً: «وهم الآن ينصحوننا بتقبل اتفاق تجميد الإنتاج وعدم العمل على استعادة حصتنا بالسوق مجدداً».
ومع ذلك، ورغم الكثير من الهبوط والصعود، والاختلافات السعودية الإيرانية، وفق «وال ستريت جورنال»، بقيت «أوبك»، في مرحلة معينة، قادرة أقله على وضع سياسة جماعية، وبالتالي، إن إخفاق اتفاقات الدوحة عرض صدقية «أوبك» للخطر. ووفق محلل النفط في «بي إم آي ريسيرش»، وهي وحدة في مؤسسة «فيتش» للتصنيف الائتماني، بيتر لي، فإن «صدقية أوبك في تنسيق الإنتاج متدنية جداً الآن»، ولكن، وفق لي، إن «الأمر بالنسبة إلى السعوديين لا يتعلق بالنفط فقط، إنه يتعلق بنحو كبير بالسياسات الإقليمية».
كذلك، قال بنك «مورغان ستانلي» الأميركي، إن «عدم وجود حتى اتفاق غير ملزم بعد اتفاق شباط يؤكد الوضع السيئ لعلاقات أوبك». وأضاف: «نرى الآن خطراً متزايداً بزيادة إمدادات أوبك».
واعتبر الرئيس التنفيذي لمجموعة «بي في أم» في لندن، دافيد هوفتون، أن «لا شيء تغير في أساسيات السوق، لكن لم يعد هناك أي أمل في استجابة منسقة من أوبك حول الإنتاج». ورغم إشارة بعض التوقعات إلى انخفاض سعر برميل النفط إلى نحو 30 دولاراً، إلا أن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، قال إنه لا يتوقع تقلبات عنيفة في سوق النفط بعد فشل اجتماع الدوحة. وأضاف نوفاك أن عدم التوصل إلى اتفاق يخلق فرصاً أمام «المضاربين في السوق». من جانبه، قال نائب وزير الطاقة الروسي، كيريل مولودتسوف، أمس، لوكالة «ريا نوفوستي» إن روسيا ستقوم بمشاورات مع السعودية حول تجميد المعروض في أسواق النفط.
وعلى صعيد متصل، قال المتحدث باسم الشركة الروسية للنفط، «روسنفت»، ميخائيل ليونتيف، إن الشركة لم يكن لديها «أوهام» بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق في الدوحة، مضيفاً أنه «كان هناك إحساس لدى الجميع بأن المفاوضات ستفشل».

(الأخبار، رويترز)