طهران متفائلة بتطور العلاقة مع الرياض: لا قطيعة

  • 0
  • ض
  • ض

في لقاء خاص مع قناة «العالم» الإخبارية، أعلن المساعد في الخارجية الايرانية، حسن قشقاوي، أن مستوى من الحوارات بين إيران والسعودية قد بدأ حول العلاقات الثنائية وبعض القضايا الاقليمية، إلى جانب اللقاءات التي يقوم بها السفير الإيراني في الرياض مع المسؤولين السعوديين في وزارة الخارجية. ووصف قشقاوي اللقاء الأخير لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مع نظيره السعودي عادل الجبير، بالجيد، معرباً عن أمله بأن يسهم اللقاء الذي عُقد في فيينا، على هامش الاجتماعات حول الحرب على سوريا، إلى جانب «لقاءات وحوارات» أخرى جرت مع مسؤولين سعوديين، في توفير الأرضية المناسبة لتعاون أكبر بين بلاده والمملكة. ونفى قشقاوي أن تكون العلاقات بين إيران والسعودية على مستوى القطيعة، مشيراً إلى أن سفارتي البلدين مفتوحتان ونشطتان، وأن اللقاءات لم تنقطع، حتى في خضم حادثة التدافع في منى، التي أودت بآلاف الحجاج، ومن بينهم دبلوماسيون إيرانيون. وأعرب الدبلوماسي الإيراني عن أمله في أن يؤدي هذا التواصل الى المزيد من التعاون، مضيفاً أن السعودية قدّمت سفيراً جديداً إلى إيران، وإن الأخيرة تدرس أوراقه. وأكد قشقاوي أن إيران لا تريد قطع زيارة الحج إلى السعودية في الموسم المقبل بعد الحادثة، لأن الحج من الفرائض الإسلامية، مشدداً في الوقت نفسه على أنه لا يمكن تجاوز الحادثة، وأن على السلطات السعودية أن تعمل على عدم تكرارها، وعلى تنظيم مراسم الحج بشكل أفضل في الموسم المقبل، كما عليها أن تدفع تعويضات لأسر الضحايا، معلناً في الوقت نفسه استعداد بلاده لأي شكل من التعاون في هذا المجال، وعن ترقّب طهران لنتائج التحقيقات السعودية ذات الصلة، مشيداً بتعاون الرياض في تحديد هوية الضحايا وتبادل الحمض النووي واستقبال أسر الضحايا في هذا السياق. وأعرب قشقاوي عن أمله في التوصل الى حل بين الطرفين في هذا الإطار، أو الاحتكام الى المحاكم الدولية، لتحديد المسؤولية عن الحادث. وفي سياق متصل، التقى النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش المؤتمر الدولي للحياد، الذي عُقد يوم أول من أمس في العاصمة التركمانستانية، عشق آباد. وقال جهانغيري خلال اللقاء، إن السياسة الخارجية لبلاده تقوم على تطوير العلاقات مع كافة بلدان العالم، لا سيما دول الجوار، على أساس الثقة المتبادلة، مشيراً إلى العلاقات التاريخية بين إيران وتركيا، ومؤكداً على تطوير المشاورات وتبادل وجهات النظر بين البلدين، بغرض تسوية القضايا الإقليمية. وقال جهانغيري إنه رغم اختلاف وجهات النظر حول سوريا، يتعين على البلدين «التعاون على محاربة التطرف والارهاب»، واحترام مبدأ السيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول، بما يسهم في إرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة. ومن جهته، قال أردوغان إن أنقرة لا ترغب في انتشار التوتر في المنطقة، وإنها تتطلع الى الحوار «لإزالة سوء الفهم»، مضيفاً أن العلاقات بين أنقرة وطهران ينبغي ألا تتأثر بعوامل أخرى، وإن ثمة محاولات لإيقاع البلدين في فخ التفرقة الدينية. ودعا الرئيس التركي إلى التأكيد على القواسم المشتركة، وإلى تعزيز التعاون بين البلدين، موجّهاً العتاب لما تتناقله وسائل الاعلام الايرانية بشان أنشطة أسرته (تجارة النفط مع داعش)، ومطالباً بمراقبة وسائل الاعلام هذه. وحول هذه المسألة، قال جهانغيري إن وسائل الاعلام في إيران لا تخضع لرقابة الحكومة، وإنها لا تمتنع عن انتقاد الأخيرة، مشيراً إلى امتناع المسؤولين الرسميين في إيران عن انتقاد المسؤولين الاتراك. وفي سياقٍ آخر، أعلن ظريف أن بلاده باتت تقترب من مرحلة تنفيذ الاتفاق النووي، وبالتالي إلغاء الحظر، بعد تجاوزها المراحل القانونية الملحوظة في نص الاتفاق. ورأى ظريف، في کلمة ألقاها أمس في الملتقی الدولي لصناعة البتروکيماويات، أن بلاده تتميز بموقع جيوسياسي وأيد عاملة ماهرة وبنية تحتية مناسبة، إلى جانب استقرارها السياسي، ما يبشر بازدهار صناعة البتروکيماويات علی الصعيدين الاقليمي والدولي، موضحاً أن المرحلة المقبلة ستشهد رفع الحظر المفروض علی قطاع نقل التکنولوجيا وتصدير المشتقات النفطية واستقطاب الاستثمار الاجنبي، سيما فی مجال البتروکيماويات والتبادل المصرفي، فضلاً عن تسوية مشاکل النقل.

0 تعليق

التعليقات