«بعد نجاحه تقريباً في كمّ الأفواه المعارضة في الداخل... يبدو الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عازماً على إسكات النقاد في الدول الأخرى أيضاً»، كتب أمس روبرت ماكي، في موقع «ذي إنترسيبت».
بعد تذكيره بإغلاق السلطة التركية الصحف المعارِضة المحلية، وبمحاكمة الصحافيين وحتى «الطلاب الذين يطلقون النكات على المسؤولين على (موقع) تويتر»، يشير ماكي إلى قيام الفريق الأمني لإردوغان، مباشرة بعد وصوله إلى واشنطن ليل الثلاثاء الماضي، بـ«مضايقة المحتجين والصحافيين خارج الفندق حيث نزل». ووردت تقارير بعد تلك الحادثة، تفيد بأن وزارة الخارجية التركية استدعت السفير الألماني لديها، لتبلغه احتجاجها على عرض التلفزيون الألماني شريطاً موسيقياً مصوّراً، يسخر من إردوغان، كتب ماكي، ناقلاً عن دبلوماسي تركي قوله: «طالبنا بوقف عرض الشريط».
يسخر الشريط من الذات المنتفخة لإردوغان ومن ضيقه بالمعارضة

وأكدت الخبر الأخير الخارجية الألمانية، وأوضح مصدر فيها أن السفير رفض الطلب، شارحاً أنه «في ألمانيا، السخرية السياسية من حقوق التعبير وحقوق الصحافة»، وأن حكومته «ليست بحاجة، وليس لديها الخيار، لتتحرك» بهذا الصدد، يذكر ماكي.
وأضاف أن منتج الشريط رد على الطلب التركي بإضافة ترجمة بالتركية والإنكليزية إلى الفيديو، حرصاً على إيصال السخرية من الذات المنتفخة لإردوغان، ومن ضيقه بالمعارضة، مشيراً إلى أن نسبة مشاهدة الشريط تضاعفت «بنحو 3 ملايين مرة» على «يوتيوب»، بما فيها أكثر من ربع مليون مشاهدة للنسخة التركية!
وكان السفير الألماني واحداً من عدة سفراء أوروبيين حضروا محاكمة رئيس تحرير صحيفة «جمهورييت» التركية المعارضة ومدير مكتب الصحيفة في أنقرة، اللذَين يواجهان احتمال السجن المؤبد، بتهمة «التجسس» والمس بـ«أمن الدولة»، بعد نشرهما تحقيقاً يوثّق إرسال أنقرة أسلحة إلى المقاتلين الإسلاميين في سوريا، بشاحنات عبرت الحدود بين البلدين، تحت ستار «مساعدات إنسانية» وأدوية.

(الأخبار)