للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الباردة، تنوي الولايات المتحدة نشر جنود وآليات عسكرية على حدود "الناتو" الشرقية، تحت ذريعة التصدي لأي "تهديد روسي محتمل"، الأمر الذي اعتبره الروس حجة لتبرير خطط "الناتو" للتوسع باتجاه بلادهم.
وكان البنتاغون الأميركي قد قدّم تلك الخطط في إطار اقتراح أعلن عنه العام الماضي، ضمن مجموعة أخرى من الاقتراحات التي تهدف إلى زيادة الوجود الأميركي في شرقي أوروبا.
وأعلن نائب وزير الدفاع، روبرت وورك، عن الخطة الجديدة، وقال إنّ بلاده "سترسل أفضل وأحدث معدّاتها إلى المنطقة"، فيما ذكر الجنرال فيليب بريدلوف أن "التناوب يظهر مقاربتنا القوية والمتوازنة لطمأنة الحلفاء والشركاء في الحلف الأطلسي، نظراً إلى عدوانية روسيا في أوروبا الشرقية وغيرها من المناطق".
ووافق البيت الأبيض على الخطّة حين أقرّ ميزانية "مبادرة طمأنة أوروبا" التي تساوي حوالى 4.3 مليارات دولار، تاركاً التفاصيل للبنتاغون، بينما تنتظر الخطة موافقة الكونغرس. ومن المتوقع أن تدخل حيّز التنفيذ في شهر شباط المقبل.
وكان مسؤول روسي قد قال، أول أمس، إن "موسكو ستدرس الخطة الأميركية، إضافة إلى قرارات الناتو بنشر جنود في أوروبا الشرقية بصورة دائمة"، معتبراً أن "الولايات المتحدة وحلفاءها يستخدمون ذرائع للاستمرار في الحشد العسكري على الحدود الروسية".
وفي السياق، كان السفير الروسي لدى "الناتو"، أليكساندر غروشكو، قد اعترض، الشهر الماضي، على الخطط الأميركية، قائلاً إنّ "روسيا ليست من يتحرك، بل الناتو هو الذي يحرّك حدوده لتوسيع منطقته، لتقترب من روسيا. والآن تستخدم هذه المنطقة حجّة للتوسع العسكري باتجاه روسيا".
وسيشمل العتاد الأميركي الجديد 250 دبابةً، وآليات "برادلي" مقاتلة، ومدافع هاوتزر "بالادين" ثنائية الدفع، فضلاً عن أكثر من 1700 من الآليات والشاحنات. وقال روبرت وورك لصيحفة "ذا وول ستريت جورنال" إنه "مع المعدّات الموجودة مسبقاً في أوروبا، سيكون هناك ما يكفي لفرقة في حال نشوب قتال".
(الأخبار)