رغم اتجاه الأنظار إلى زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لكوبا، فإنّ الحدث الأكثر أهميّة هو زيارته المرتقبة للأرجنيتن، باعتبار أنها «الباب الذي ستدخل منه الولايات المتحدة إلى أميركا اللاتينية»، وفق ما ذكر تقرير سابق، صدر في موقع «لاتين أميركا غوز غلوبل».
كذلك، رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في تقرير لها أن الحدث الأكثر تأثيراً على العلاقة بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية هو زيارة الأرجنتين، إذ إنها تتزامن مع تغيرات سياسية كبيرة في أميركا اللاتينية، وخصوصاً مع تغير المسار السياسي للأنظمة الحاكمة هناك بعد أكثر من عقد من «هيمنة القادة اليساريين الشعبويين المعارضين للولايات المتحدة». وتأتي الزيارة أيضاً في ظلّ تراجع النمو الاقتصادي والإنفاق الحكومي على برامج الرعاية الاجتماعية نتيجة انخفاض أسعار النفط والمعادن والسلع المصدرة الأخرى، ما ساعد في إعادة فتح ملفات فساد قديمة وارتفاع التنديد بمستوى الخدمات العامة المتدني.
واعتبر تقرير «لاتين أميركا غوز غلوبل» أن الأرجنتين، ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، هي الباب الذي ستدخل الولايات المتحدة من خلاله إلى أميركا اللاتينية. ويأتي ذلك خصوصاً مع التغيير الأخير في الحكومة الراغبة بالتعاون مع واشنطن على مختلف الأصعدة، إذ إنّ الرئيس الأرجنتينيّ المنتخب في تشرين الثاني والمنتمي إلى يمين الوسط، موريسيو ماكري، يسعى إلى «جذب استثمارات أجنبية جديدة» والعمل على إعادة انخراط الأرجنتين مع بقية العالم. لكنه يتعرض لضغوط هائلة إثر انخفاض البيزو الأرجنتيني بـ 40 في المئة مقابل الدولار وارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية، بعد تخفيضه الضرائب على صادرات الحبوب الأرجنتينية، إضافةً إلى افتقاره إلى الأغلبية في البرلمان.
لكن زيارة أوباما، بالإضافة إلى التوصل إلى اتفاق طرحه ماكري، من شأنهما تمهيد الطريق أمام تخفيض الطلب على الدولار ووقف التضخم، «ما سيساعد على عودة الأرجنتين إلى الأسواق العالمية»، وفق عدد من التقارير. كما أن الزيارة ستساعد الرئيس الأرجنتيني الجديد على جذب استثمارات من الشركات الأجنبية، وخاصة الشركات الأميركية التي لا تزال مترددة حيال الاستثمار في بلاده.
ووفق «واشنطن بوست»، فإنّ تداعيات إخفاق ماكري «قد تصل إلى كل أنحاء المنطقة وستتأكّد في حينه صحة ما يقوله اليساريون بأن التجارة الحرة والتقارب من الولايات المتحدة صيغة خاسرة للحكم في أميركا اللاتينية».
من جهته، قال أوباما في مقابلة مع «سي أن أن» الأسبوع الماضي إن «الأرجنتين مثال للعلاقة المتغيرة بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية، وخاصةً أن ماكري ترك وراءه السياسات الممنهجة المعادية للولايات المتحدة». وأضاف أنّ «ماكري يعرف أننا في عصر جديد وينبغي أن ننظر إلى الأمام، وأن الأرجنتين، التي كانت تاريخياً دولة قوية، ضعفت لأنها لم تتكيف مع الاقتصاد العالمي».
وكان ماكري قد أكّد من جهته أن زيارة أوباما تشكّل «خطوة هامة جدّاً، وتدشن لبداية عهد جديد بالنسبة إلى البلاد». وأعلن أن بلاده «ترغب في الانفتاح على العالم، وإرساء الحوار مع جميع البلدان، وإيجاد أرضية مشتركة لتعزيز التنمية المتبادلة، والعمل من أجل السلام والحرية والازدهار ومستقبل كوكبنا».
(الأخبار)