حمّل رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، «حزب العمال الكردستاني» مسؤولية التفجير الذي استهدف وسط أنقرة، أمس، وأدى إلى مقتل 37 شخصاً وإصابة 71 آخرين، مشيراً إلى أن تركيا ردّت، بعد تحديد منفذي الهجوم، بغارات على مواقع لـ«الحزب» في شمالي العراق.وأوضح داود أوغلو، في تصريحات متلفزة، أنه تم التوصل إلى نتائج «جدية للغاية وشبه مؤكدة»، تشير إلى أن «حزب العمال الكردستاني» وراء التفجير، مضيفاً أن اختبارات الحمض النووي أجريت لمعرفة هوية المهاجمين.
واستهدفت غارات تركية، وفق ما أعلنت هيئة الأركان التركية في بيان، عدة مواقع، خاصّة في جبال قنديل، أقصى شمالي العراق، التي تعدّ معقلاً رئيسياً لمقاتلي «العمال الكردستاني».
وتأتي اتهامات رئيس الوزراء عقب أنباء نقلتها وسائل إعلام تركية عن مصادر أمنية، تفيد بأن منفذي الهجوم هما، سحر تشاغلار دمير، من مواليد 1992 بولاية تكيرداغ غربي تركيا، وتركي آخر «على علاقة بتنظيم بي كا كا»(العمال الكردستاني). وبحسب المصادر، كانت تشاغلار دمير قد خضعت للمحاكمة، في وقت سابق، بتهمة «الانضمام والترويج لتنظيم بي كا كا»، وبقيت مختفية منذ عام 2012.
وألقت السلطات القبض على أربعة أشخاص، في ولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا، للاشتباه في علاقتهم بالسيارة التي استخدمت في التفجير. وأفادت مصادر أمنية لوكالة «الأناضول» بأن السيارة المستخدمة تم شراؤها من معرض في شانلي أورفا.
ومع تأكيد أنقرة أنها مستمرة في «معركتها ضد الإرهاب»، أثار التفجير موجة من الإدانات المحلية والدولية، حيث دعا رئيس «حزب الشعب الجمهوري» التركي، كمال قليجدار أوغلو، الأحزاب السياسية في البلاد إلى إدانة التفجير، مشدداً على أنه يستهدف الاستقرار والسلم الاجتماعي. كذلك وصف «حزب الشعوب الديموقراطي»، الذي يتهمه «حزب العدالة والتنمية» الحاكم بالتعاطف مع «العمال الكردستاني»، التفجير بـ«الهمجي»، مقدّماً تعازيه لأسر الضحايا.
على الصعيد الدولي، أدانت موسكو على لسان المتحدث باسم الكرملن، ديمتري بيسكوف، التفجير «الهمجي»، والذي قدّم تعازيه إلى الشعب التركي. واستنكرت وزارة الخارجية الأميركية، على لسان متحدثها جون كيربي، الهجوم. وأعرب السفير الأميركي لدى أنقرة جون باس، عبر «تويتر»، عن بالغ أسفه وحزنه، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، والصبر لأسر الضحايا.
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، عبر حسابه على «تويتر»: «أُصبت بالدهشة والذهول عندما تلقيت نبأ تفجير أنقرة... أعلن تضامني مع ضحايا هذه العملية». وأكّد الاتحاد الاوروبي، على لسان ممثلة السياسة الخارجية فيديريكا موغريني، وقوف الاتحاد إلى جانب الحكومة والشعب التركيين، حيث أشارت موغريني إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب. كذلك أصدرت الرئاسة الفرنسية بياناً أوضحت فيه موقف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الداعم لتركيا في مكافحة الإرهاب.
وفي سياق آخر، برزت تصريحات أدلى بها أمس عضو اللجنة التنفيذية في «حزب العمال الكردستاني»، دوران قالقان، حول اتحاد 10 منظمات، بينها منظمات يسارية راديكالية، حيث أعلن قالقان عن التوصل إلى اتفاق يقضي بالاتحاد تحت اسم «الحركة الثورية المتحدة للشعوب»، التي أشارت في بيان لها، نقلته وسائل إعلام تركية مقرّبة من الحزب الحاكم، إلى إمكانية استخدام كافة الوسائل المتاحة، لرفع مستوى ما سمّوها الثورة ضدّ «العدالة والتنمية».

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)