انتخابات في المقاطعات تهزّ عرش ميركل

يبدو أنّ المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بدأت بحصد نتائج سلبية لسياستها القاضية بـ"فتح الأبواب أمام اللاجئين"
**************************************

أظهرت المؤشرات الأولية للانتخابات الإقليمية التي جرت في ثلاث مقاطعات ألمانية، أمس، إخفاق المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في تسويق سياسة استقبال اللاجئين والمهاجرين في داخل بلادها، إذ تلقى المحافظون، الذين تتزعمهم، هزيمة خلال هذا الاستحقاق الانتخابي، في حين حقق الشعبويون في حزب "البديل من أجل ألمانيا" اختراقاً كبيراً.
وفور ظهور النتائج الأولية، أكدت عناوين مواقع صحف أوروبية تأثّر فريق ميركل سلباً بسياستها القاضية "بفتح الأبواب" أمام اللاجئين. وقالت "لوموند" الفرنسية إنّ "حزب ميركل يحصد تصويتاً عقابياً"، فيما عنونت "ذا غارديان" البريطانية: "الحزب المناهض للاجئين، يسجّل مكاسب كبيرة". فيما لم يختلف المشهد كثيراً على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي.
ومساء أمس، أظهرت توقعات للتلفزيونات الألمانية العامة على أساس نتائج أولية أنّ المحافظين بقيادة ميركل هزموا، وخصوصاً في معقلهم التاريخي بادن ــ فورتمبرغ (غرب) حيث يُتوقع أن ينالوا 27,5% من الأصوات، مقابل 32,3% لـ"حزب الخضر"، وذلك بعد حملة انتخابية هيمن عليها قلق في ألمانيا من "تدفق اللاجئين".
وفي مقاطعة ساكسن ــ انهالت التي كانت تابعة لألمانيا الشرقية، سيصبح حزب "البديل من أجل ألمانيا" القوة السياسية الإقليمية الثانية مع 23% من الأصوات، وهي المرة الأولى التي يصبح فيها هذا الحزب ثاني أكبر الأحزاب في أحد أقاليم البلاد. وسيواصل "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" (حزب ميركل) الذي يرفض أي تحالف مع "البديل من أجل ألمانيا"، حكم هذه المنطقة، إذ يُتوقع أن يحصل فيها على نحو 29% من الأصوات.
وفي رينانيا ــ بالاتينات، لم تحقق نائبة رئيس "الاتحاد المسيحي الديموقراطي"، جوليا كلوكنير، التي نأت بنفسها عن سياسة ميركل في ملف اللاجئين، فوزاً في هذه المنطقة التي سيظل يهيمن عليها "الاشتراكيون الديموقراطيون". وسيحصل "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" في هذه المقاطعة على 32,5% من الأصوات، مقابل 37,5% لـ"الاشتراكيين الديموقراطيين".
وفي أول تعليق على هذه النتائج، أعرب جورج موثين، وهو أحد رئيسي حزب "البديل من أجل ألمانيا"، عن "الفرحة" بهذه النتائج، معتبراً أنّ حزبه المناهض للهجرة "ليس عنصرياً، ولن يكون عنصرياً أبداً".
وتمثل النتيجة انتكاسة لميركل، في الوقت الذي تحاول فيه استغلال وضعها كأقوى زعيمة أوروبية لتوقيع اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا "لوقف تدفق المهاجرين". وكانت ميركل قد أثارت قلق العديد من زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي حين دعمت في اللحظات الأخيرة مسودة الاتفاق مع تركيا وطالبتهم بمساندتها. والآن بعد نتيجة الانتخابات، يتعيّن عليها الحصول على دعمهم مرة أخرى في وقت لاحق من الأسبوع الجاري لإتمام الاتفاق.
وكانت المستشارة الألمانية قد كثّفت التجمعات الانتخابية في الأيام الأخيرة، مركزة على أزمة المهاجرين التي خلطت الأوراق السياسية وهددت صورتها للمرة الأولى منذ توليها الحكم قبل عشرة أعوام. وشددت على أن "واجب" اللاجئين هو الاندماج، لافتة إلى أنّ الحلول الأوروبية الموعودة منذ أشهر ستقلص أعداد المهاجرين الذين يجازفون بحياتهم للوصول إلى شمال أوروبا. وقالت خلال تجمع انتخابي إنّ "أولئك الذين يريدون قرارات سريعة، يجب أن يصوتوا للاتحاد المسيحي الديموقراطي".
وبينما يرى عدد من المحللين السياسيين أنّ المستشارة الألمانية تبقى، على الرغم من الأصوات المعارضة لها، الأقوى سياسياً في غياب منافس قادر على هزيمتها، كانت صحيفة "دير شبيغل" قد اعتبرت في تقرير نشرته قبل أيام أنّ "الاستقرار كان يُستخدم لتعريف النظام السياسي في ألمانيا. لكن أزمة اللاجئين بدّلت في الواقع خريطة الأحزاب في البلاد".
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)