ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيسعى، خلال الفترة الباقية من ولايته الثانية التي تنتهي في نهاية العام الحالي، لوضع أساس لحلّ الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي، يقود إلى إنهائه خلال فترة حكم الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
وفى تقرير نشرته، أمس، ذكرت الصحيفة أن "الرئيس الأميركي يسعى، خلال الفترة المقبلة، إلى وضع خطة تحفظ على الأقل مبدأ حلّ الدولتين، ما يسمح لمن سيخلفه بالعمل وفقاً لها".
هناك قلق متزايد لدى الأميركيين من استمرار توسّع المستوطنات

وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن "البيت الأبيض يناقش ما إذا كان ينبغي لأوباما أن يضع الخطوط العريضة للخطة التي ترسّخ حلّ الدولتين، من خلال قرار في مجلس الأمن الدولي أو في خطاب رئاسي". واعتبر هؤلاء المسؤولون أن "قراراً من مجلس الأمن سيعطي شرعية ثابتة للتسويات التي توصل إليها كيري في مفاوضات خاصة مع الجانبين، وسيبني دعماً دولياً واسعاً لسلسلة من الحلول التي قد توفر إطاراً لاتفاق فلسطيني ــ إسرائيلي في المستقبل".
ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن "هذه الخطوة ستهدف إلى رسم طريق لحلّ جميع القضايا الرئيسية بين الجانبين، بدءاً من حدود الدولة الفلسطينية، إلى أمن إسرائيل والوضع السياسي للقدس المحتلة".
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مارتن إنديك، الذي عمل مبعوثاً خاصاً لمفاوضات السلام الفلسطينية ــ الإسرائيلية تحت إشراف وزير الخارجية الأميركي جون كيري بين عامي 2013 و2014، قوله إن "أوباما وكيري يضعان أمام أعينهما احتمالية نهاية حلّ الدولتين على مرأى ومسمع منهما". وأضاف إنديك: "أعتقد أنهما يشعران بمسؤولية، قبل كل شيء، عن مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية، وكذلك عن الحفاظ على مبدأ حلّ الدولتين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه إضافة إلى النقاش الطارئ بهذا الشأن، فإن المسؤولين الأميركيين لفتوا إلى أن هناك "قلقاً متزايداً من استمرار توسع المستوطنات المنطقة ج في الضفة الغربية، سيجعل، قريباً، إقامة دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً جغرافياً وسياسياً".
الصحيفة تطرّقت إلى تأثير هذا النقاش، والإجراءات المرتقبة، في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولفتت إلى أنه في الوقت الذي أعلنت فيه المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون أنها ستسعى إلى التوصل إلى اتفاق سلام إذا ما تولت الرئاسة، إلا أنّ من المتوقع أن لا توافق على طرح المسألة في إطار مشروع في مجلس الأمن، وذلك من أجل عدم ممارسة الضغوط على إسرائيل. أما الجمهوريون، فسيقفون وراء إسرائيل، على الرغم من أن مرشحهم الأوفر حظاً دونالد ترامب قد صرح بأنه سيتخذ موقفاً محايداً حيال الصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني. لذا من المتوقع أن تزداد العراقيل في هذا المجال أمام مساعي الرئيس الأميركي.