أجرت إيران، أمس، تجارب على صواريخ «بالستية» لإظهار «قوتها الرادعة»، في ردّ واضع على العقوبات الأميركية التي فُرضت عليها مطلع العام، بسبب برنامجها الصاروخي، وهو ما أكده قائد الحرس الثوري اللواء علي جعفري، مشدداً على أن الاقتدار الدفاعي والأمن القومي للبلاد يشكلان خطاً أحمر.
وأكدت وسائل الإعلام الرسمية أن صواريخ موجهة، قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، أطلقت من مواقع عدة لإظهار «الجاهزية التامة لمواجهة أي تهديد» لسيادة البلاد. وأظهرت صور لعمليات الإطلاق بينما ذكرت تقارير أن مدى الصواريخ يبلغ 300 و500 و800 وألفي كلم.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات جديدة على طهران، بسبب برنامجها الصاروخي، بعد 24 ساعة على رفع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي بموجب الاتفاق بين إيران ومجموعة «5+1». وأمس، جاء الرد الأميركي المتوقع على لسان مسؤول في الإدارة الأميركية قال إن «واشنطن ستطرح الأمر على مجلس الأمن الدولي وتضغط من أجل ردّ مناسب»، لكن هذا المسؤول أضاف أن التجارب الصاروخية الباليستية لن تعتبر انتهاكاً للاتفاق النووي، مضيفاً أن هناك «دلائل قوية» على أن التجارب لا تتفق مع قرار لمجلس الأمن، الأمر الذي كرره قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال لويد اوستن، مؤكداً أن إيران لم تغيّر سلوكها بعد الاتفاق النووي، إلا أنه اعتبر أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن «إيران ما زالت اليوم قوة مهمة لزعزعة الاستقرار» في الشرق الأوسط.
والتجارب الأخيرة التي أطلق عليها «اقتدار الولاية» أشرف عليها قائد الحرس الثوري اللواء علي جعفري وقائد القوة الجوفضائية العميد أمير علي حاجي زادة.
وقال حاجي زادة إن من أهم أهداف المناورات إظهار «قدرة الردع» و«الجاهزية الشاملة للقوات المسلحة، خصوصاً الحرس الثوري، «لمواجهة أي تهديد ضد الثورة الإسلامية والنظام وسيادة أراضي البلاد». وأضاف أن «أعداءنا الرئيسيين الذين أطلقوا مرحلة جديدة من الحظر الصاروخي، ويسعون لإضعاف قدرات البلاد الصاروخية وقوتها الدفاعية وتهديد أمنها القومي، عليهم أن يعلموا بأن أبناء الشعب الإيراني في الحرس الثوري وسائر القوات المسلّحة والمدافعة عن الثورة لن يعطوا أتاوة لأحد وسيقفون بوجه أطماعهم التوسعية».
بدوره، أكد جعفري أن «الاقتدار الدفاعي والأمن القومي للبلاد خطنا الأحمر»، مشدداً على أن «على أعداء الثورة الإسلامية وأمن المنطقة أن يخشوا من هدير صواريخ الحرس الثوري». وأشار إلى أن «رسالة مناورات اقتدار الولاية هي الأمن للشعب الإيراني ودول الجوار في المنطقة»، مضيفاً أن «أمن إيران من أمن دول المنطقة وجهودنا جميعاً منصبة على إقرار الأمن في البلاد».
في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن «هناك أطرافاً إقليمية ما زالت تری مصالحها في تقديم الدعم لتنظيم داعش». وقال إنه «حتی لو أراد الرئيس السوري بشار الأسد أن يتصدی لهذه المجموعات، فإن هذه الأطراف تری في ذلك خسارة لها»، مؤكداً أن «الحل العسكري في المنطقة لن يجدي نفعاً»، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أنه «لا يمكن تقديم حل أحادي الجانب للأزمة في سوريا».
إلى ذلك، أعلن المدعي العام في طهران جعفر دولت آبادي، إصدار لائحة اتهام بحق 22 من المتهمين بملف اقتحام السفارة السعودية في طهران.
وقال دولت آبادي إنّ «ملف هؤلاء الأفراد سيُرسَل إلى المحكمة قريباً».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)