تعرّض رجل الأعمال دونالد ترامب، خلال مناظرة متلفزة، لهجمات مكثفة من منافسيه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وأيضاً من شخصيات من الحزب باتت تخوض حرباً مفتوحة ضد هذا المرشح الأوفر حظاً بالفوز بترشيح الجمهوريين. إلا أن منافسيه الثلاثة ماركو روبيو، تيد كروز، وجون كاسيتش، تعهّدوا بدعمه، في حال فوزه في مؤتمر الحزب العام في كليفلاند في تموز، ما يشكل ضربة قوية لحملة "إلا ترامب" التي يحاول بعض المحافظين تنظيمها.
وتعهّد ترامب، في نهاية المناظرة، ألّا يتقدم كمرشح مستقل في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني، إن خسر في الانتخابات التمهيدية، رغم أنه كان يلوّح بذلك.
احتمال فوز ترامب يثير مخاوف أقطاب الرأسمالية الأميركية

وبادر منافسوه على الفور إلى انتقاد مسيرته كرجل أعمال، وحاول سناتور فلوريدا ماركو روبيو تقويض سمعته، إذ شدد على إفلاس بعض الكازينوهات التي يملكها، وفشل بعض شركاته وأيضاً الدعوى المدنية التي رفعها طلّاب سابقون ضد "جامعة ترامب" سابقاً. وخلال المناظرة، جرى التركيز على تناقضات أو تغييرات في موقف الملياردير، الذي يواجه صعوبات في إقناع مجمل المحافظين بأنه واحد منهم، والذي بدأ يواجه حملة دعاية سلبية استعداداً للانتخابات التمهيدية في ولاية فلوريدا المقررة في 15 آذار. وذكر السناتور المحافظ من تكساس تيد كروز أن ترامب دفع عشرة شيكات لدعم عدة حملات للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في الماضي، إلا أن ترامب برّر ذلك بالقول إن الأمر في إطار نشاطه وأعماله فقط.
لكن المسألة التي تثير قلقاً أكبر لدى الجمهوريين هي معرفة موقف ترامب المحدد من الهجرة غير الشرعية، فقد صرح خلال حديث "غير مصرّح بنشره" لصحيفة "نيويورك تايمز"، بأنه سيكون مرناً، بينما تعهّد علناً بطردهم. كذلك رفض مراراً السماح للصحيفة بنشر المقابلة.
من جهته، أعرب حاكم أوهايو جون كاسيتش، عن الأسف لمستوى المناظرة، وشدد من جديد على أنه المرشح الأكثر تعقلاً، خصوصاً أنه يتمتع بخبرة في الكونغرس. وقال كاسيتش: "أحاول دائماً تفادي مثل هذه الشجارات".
وفي مواجهة الوقت الذي بدأ يدهم الحزب الجمهوري في سبيل إيقاف ترامب، شنّ المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في عام 2012 ميت رومني، حملة شرسة خرج فيها عن صمته ضد ترامب. وقال إن "دونالد ترامب شخص زائف ومحتال، ولا يصلح للرئاسة بسبب طبعه الحاد وافتقاره إلى الحكمة".
ونعت رومني ترامب بعدد من الصفات القاسية، بينها أنه طمّاع وغير صادق وكاره للنساء. ومثل هذا الهجوم غير معتاد في الحزب، الذي يلتزم أتباعه عدم انتقاد زملائهم. إلا أن النجاح الصادم الذي حققه ترامب في الانتخابات التمهيدية أثار الرعب الشديد بين صفوف الجمهوريين، الذين يعتقدون أنه سيدمّر الحزب في حال فوزه بالترشّح لخوض انتخابات الرئاسة.
وهذا الأمر يثير، أيضاً، مخاوف أقطاب الرأسمالية الأميركية، رغم أنّ من الممكن أن يحوز ترامب كل الميّزات المطلوبة للحصول على مباركة وول ستريت، التي ساعدته على بناء إمبراطوريته العقارية. وقائمة مخاوف أسواق المال طويلة، بدءاً بحرب تجارية مع كل من الصين والمكسيك، وصولاً إلى زيادة الضرائب على الأكثر ثراءً، مروراً بنزاع مفتوح مع الاحتياطي الفدرالي الأميركي والعرقلة في الكونغرس، وغيرها من المواضيع المقلقة.
ولخّص مسؤول الاستراتيجية في صندوق "هورايزون انفستمنتس" الاستثماري غريغ فاليار الوضع، قائلاً إن "دونالد ترامب يخيف وول ستريت. إنه غير ملتزم أي قيود. يحمل الغموض، والأسواق تكره الغموض".
كذلك، من بواعث القلق هجمات ترامب المتكررة على الصين واليابان لاتهامهما بالتلاعب بعملتيهما، وعلى التبادل الحر، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لعقد اتفاقيات تجارية مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ومع أوروبا كذلك.
(الأخبار، أ ف ب)