يقول مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون آسيا ــ المحيط الهادئ، داني راسل، إن «الصين ليست معنية (بقمة آسيان التي تستضيفها بلاده)، المعني بها هو الولايات المتحدة وآسيان». ويقول أيضاً إن انعقاد القمة «يثبت أن (استراتيجية) إعادة التموضع بلغت المستوى المطلوب»، وإنه يأتي «ليتوّج أكثر من 7 سنوات من استثمارات الولايات المتحدة» في المنطقة المذكورة، في إشارة إلى سياسة إدارة باراك أوباما منذ 2009، والتي جعلت هذه المنطقة على رأس قائمة الأولويات الاستراتيجية.
وتأتي «يوميات» المنطقة، والتي غالباً ما تغيب عنها التحرشات ببكين من جانب واشنطن وحلفائها، لتدل على الأجندة الحقيقية لقمة «آسيان» التي تُعقد للمرة الأولى في الولايات المتحدة.
وأعلن أمس السفير الأميركي لدى الفيليبين، فيليب غولدبرغ، استعداد بلاده لتسيير دوريات بحرية مشتركة مع مانيلا في بحر الصين الجنوبي، قائلاً إن بلاده «ترى أن من حقها، بموجب القانون الدولي، ممارسة حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، وسنواصل ممارستها»، إمعاناً في استفزاز بكين.
استنفرت اليابان دفاعاتها الجوية إثر إعلان بيونغ يانغ

وفي سياق متصل، أعلنت أمس 3 وكالات تابعة للأمم المتحدة، بينها اتحاد الاتصالات الدولي والمنظمة البحرية الدولية، أن كوريا الشمالية أبلغتها، أول من أمس، نيتها إطلاق صاروخ يحمل قمراً اصطناعياً للرصد إلى مدار غير ثابت بالنسبة إلى الأرض، وذلك في صباح أحد الأيام بين 8 و25 شباط الجاري. وذكرت الوكالات هذه أن بيونغ يانغ أبلغتها إحداثيات المواقع التي ستسقط فيها صواريخ الدفع وغطاء الحمولة للصاروخ «كوانغميونغسونغ»؛ ومن المرجّح أن يحلّق الصاروخ فوق جزيرة أوكيناوا اليابانية، على ارتفاع عدة مئات الكيلومترات. وكان خبراء قد توقعوا استئناف كوريا الشمالية عمليات إطلاق الصواريخ، بعد إنجازها برنامجاً لتحديث موقع «سوهي»، بإنشاء بنى تحتية تسمح بإطلاق صواريخ أكبر، لها مدى أبعد وقادرة على نقل حمولة أكبر.
وتؤكد بيونغ يانغ حقها السيادي في أن تطور برنامجاً فضائياً، فضلاً عن قدرة ردع للعدوانية الأميركية، بينما تقول واشنطن وحلفاؤها إن أنشطة كوريا الشمالية هذه هي اختبارات مستترة لصواريخ باليستية، تخرق «العقوبات» التي تفرضها منظمة الأمم المتحدة على شبه الجزيرة المحاصرة.
وبعد الإعلان عن إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي، إن على الأمم المتحدة أن «ترسل رسالة سريعة وحازمة إلى الكوريين الشماليين». ووضعت اليابان أمس جيشها في حالة تأهب لإسقاط الصاروخ، «إذا هدّد أمنها»، بينما حذّرت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية من أنها ستدفع «ثمنا فادحاً» إذا نفذت خطوتها. وأعلن رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، أنه سيعمل مع الولايات المتحدة ودول أخرى «ليطالب بقوة» بأن تلغي كوريا الشمالية مخططها، قائلاً إنه «إذا أصرّت كوريا الشمالية على المضي في عملية الإطلاق هذه، فسيكون هذا انتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، واستفزازاً خطيراً»، وذلك في حين أمر وزير الدفاع الياباني، غين ناكاتاني، وحدات الدفاع المضادة للصواريخ الباليستية بأن تكون جاهزة لإسقاط أي صاروخ كوري شمالي يهدّد اليابان؛ وتشمل هذه الوحدات مدمرات مجهزة بصواريخ «آيجيس» في بحر اليابان، وبطاريات صواريخ «باتريوت» و«باك-3» على البر.
كذلك صدر عن الرئاسة الكورية الجنوبية أن «الإخطار الذي صدر عن كوريا الشمالية بشأن الخطة لإطلاق صاروخ بعيد المدى، والذي يأتي في وقت تجري فيه بالفعل مناقشة عقوبات مجلس الامن بعد تجربتها (بيونغ يانغ) النووية الرابعة، هو تحدّ مباشر للمجتمع الدولي». وأضافت الرئاسة «نحذّر بقوة من أن الشمال سيدفع ثمناً فادحاً» إذا نفّذ مخطط إطلاق الصاروخ.
وأعربت بكين أمس عن «قلقها البالغ» من إعلان بيونغ يانغ. ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانغ، بيونغ يانغ إلى التقيّد بقرارات الأمم المتحدة التي تحظر عليها استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية، حتى لأغراض سلمية.

(الأخبار، رويترز، أ ف ب)