موسكو | عاد التصعيد العسكري إلى جبهتَي دونيتسك وزابورجيا بعد أيام من هدوء المعارك، توازياً مع هجوم أوكراني لا يزال متواصلاً داخل الأراضي الروسية، حيث يتكثّف القصف، خصوصاً على مقاطعة بيلغورود الحدودية، وهو ما أسفر عن مقتل مواطنين روس وإصابة العشرات وتهجير المئات من القرى الحدودية. وفُسّر هذا التصعيد على أنه إشارة من كييف ببدء عمليّتها العسكرية المضادة التي أكثرت من الحديث عنها في الآونة الأخيرة، وتركت توقيتها مبهماً. غير أن التطوّرات الميدانية، وفق ما تقول وزارة الدفاع الروسية، تجلّي بوضوح أن كييف بدأت ابتداءً من مساء الأحد - الإثنين عمليتها العسكرية على أكثر من محور في دونيتسك وزابوروجيا، واكتفت بالصمت حيالها. وفي إطار الهجمة الجديدة، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، إحباط هجوم واسع النطاق شنّته القوات الأوكرانية على خمسة قطاعات من الجبهة الواقعة جنوب دونيتسك، مشيراً إلى أن تلك القوات قامت خلال الهجوم «بإدخال الألوية الميكانيكية 23 و31 من الاحتياطات الاستراتيجية في المعركة، بدعم من الوحدات العسكرية والوحدات الفرعية الأخرى»، بهدف «اختراق دفاعاتنا في أكثر مناطق الجبهة ضعفاً» في رأيه. لكنّ الناطق أكد «إحباط الهجوم»، وعدم تمكُّن «العدو من تحقيق أهدافه»، مشيراً إلى أن القوات الروسية قتلت 250 جندياً أوكرانياً، ودمّرت 16 دبابة و3 مركبات نقل مشاة و21 عربة مصفّحة، كما تمّ القضاء، بحسب كوناشينكوف، على مجموعة استطلاع أوكرانية في أوغليدار جنوب دونيتسك، مكوّنة من ست كتائب آلية وكتيبتَي دبابات.
أكّد رئيس مجموعة «فاغنر» أن القوات الأوكرانية سيطرت على أجزاء من شمال مدينة باخموت


وعلى جبهة زابوروجيا، استمرّت الاشتباكات بين الجانبَين في منطقة فريمفسكي، لأكثر من ثماني ساعات، حيث تكبّدت القوات الأوكرانية خسائر في الجنود والعربات المدرّعة، وفق ما صرّح به رئيس حركة «نحن مع روسيا»، فلاديمير روغوف، الذي أكد أنه «تمّ إحباط جميع المحاولات لاختراق خطّ التماس، ولم يُسجّل هجوم واسع النطاق من قِبَل القوات الأوكرانية». كذلك، لفت إلى أن «القوات الأوكرانية تستطلع خطوط الدفاع في المقاطعة وتتفحّص مدى استعداد القوات الروسية لصدّ هجوم أكبر». ومن جهتها، كشفت وزارة الدفاع الروسية أن رئيس الأركان العامة للجيش الروسي، قائد المجموعة المشتركة للقوات المنتشرة في أوكرانيا، فاليري غيراسيموف، قاد التصدّي للهجوم الأوكراني من أحد مراكز القيادة المتقدّمة.
في المقابل، نفت هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الأوكرانية بدء الهجوم المضاد، مؤكدة أنه ليست لديها معلومات عنه. كذلك، نشرت وزارة الدفاع الأوكرانية مقطعاً مصوّراً يُظهر عناصر من القوات التابعة لها يشيرون بعلامة الصمت، معنونة المقطع بـ«الخطط تحتاج الصمت»، ومبينةً أنه لن يكون هناك إعلان لبدء الهجوم. ويصوّر الفيديو مجموعة من الاختصاصات العسكرية القتالية والآليات والمدرعات، بما فيها الطائرات الحربية، وهي في حالة فعّالية قتالية.
وفي سياق متصل، وبعد أسبوعين من إعلان موسكو السيطرة على مدينة باخموت، نقلت وكالة «رويترز» عن قائد مجموعة «فاغنر»، يفغيني بريغوجين، قوله، إن القوات الأوكرانية سيطرت على أجزاء من شمال المدينة، فيما أكد القائم بأعمال «رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية»، دينيس بوشيلين، أن «الوضع على خطّ التماس قرب باخموت صعب للغاية»، لافتاً إلى أن وحدات من قوات «أحمد» الخاصة الشيشانية أحرزت تقدُّماً في معارك مارينكا، بينما صدّت القوات الروسية هجومَين أوكرانيَّين قرب أوغليدار. ومن جهته، أعلن قائد القوات البرية الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، أن قواته تواصل التقدم قرب باخموت.
في هذا الوقت، واصلت القوات الأوكرانية قصف بيلغورود الروسية الحدودية، إذ أعلنت سلطات هذه المقاطعة أن مناطق فيها تعرّضت لقصف بأكثر من 70 صاروخاً. وقال حاكمها إن حريقاً اندلع في إحدى منشآت الطاقة في المقاطعة نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة فجر أمس. كذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أحبطت محاولة تسلُّل جديدة من قِبَل مَن سمّتها «مجموعة تخريبية» أوكرانية لعبور الحدود في مقاطعة بيلغورود.