موسكو | دخلت العاصمة الروسية في دائرة الاستهداف الأوكراني، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إحباط هجوم نفّذته كييف بطائرات مسيّرة على موسكو، لافتةً إلى أن الدفاعات الجوية تمكّنت من تدمير ثماني مسيّرات، ثلاث منها «تمّ التصدّي لها من طريق الدفاعات الإلكترونية وفقدت السيطرة وانحرفت عن أهدافها المحدَّدة، فيما أُسقطت خمس طائرات من دون طيار بواسطة نظام "بانتسير-اس" للصواريخ المضادّة للطائرات في منطقة موسكو». وبحسب عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين، فإن طائرات مسيّرة سقطت على مبنيَين سكنيَّين في غرب وجنوب غرب العاصمة، مشيراً إلى أن الهجوم لم يسفر عن أيّ إصابات خطيرة، وأن شخصين فقط طلبا المساعدة الطبية، ولم تكن هناك حاجة إلى العلاج في المستشفى.والهجوم الذي يأتي في ظلّ تصعيد استهدافات كييف للأراضي الروسية، هو الثاني خلال الشهر الجاري، وذلك بعد إحباط هجوم بالمسيّرات استهدف مقرّ الرئاسة الروسية في العاصمة، مطلع أيار. وتعليقاً على ما جرى، وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الهجوم الأوكراني، بأنه «عمل إرهابي هدفه استفزازي»، مشدّداً على أن هدف السلطات الأوكرانية هو ترويع المواطنين الروس، لافتاً إلى أن «القوات الروسية تهاجم البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا فقط خلافاً لكييف التي تهاجم أهدافاً مدنية». وفيما أكد بوتين تدمير المقرّ الرئيسيّ للاستخبارات العسكرية الأوكرانية، شدّد على أن بلاده تحتفظ بحقّ الردّ على الهجوم الأوكراني. من جهته، رأى الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الهجوم الأوكراني ردٌّ من كييف على الضربات الروسية الأخيرة في أوكرانيا، مؤكداً أنه لا يوجد تهديد على سكان العاصمة الروسية. أمّا وزارة الخارجية الروسية فقالت إن موسكو تحتفظ بحقّها في اتّخاذ أكثر الإجراءات صرامة ردّاً على الهجوم الأوكراني. ولفتت الوزارة، في بيان، إلى أن «جميع الأشخاص المتورّطين في هجمات الطائرات من دون طيار سيتمّ العثور عليهم ومعاقبتهم بشدّة»، موضحة أن «الدعم الغربي لنظام كييف يدفع القيادة الأوكرانية نحو الأعمال الإجرامية المتهوّرة».
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف مراكز صنع القرار في أوكرانيا، لافتةً إلى أن قواتها شنّت ضربات ناجحة بصواريخ دقيقة بعيدة المدى لمراكز صناعة القرار، حيث كان يتمّ التخطيط لأعمال إرهابية على الأراضي الروسية، بتوجيه من المتخصصين من أجهزة الاستخبارات الغربية.
ووفق تعليقات خبراء روس، فإن «الهجوم الأوكراني لن يبقى من دون ردّ روسي صارم»، إذ قال النائب الأول لرئيس «اللجنة الدولية لمجلس الاتحاد الروسي»، السيناتور فلاديمير دجباروف، إن روسيا لديها «أسباب كافية للردّ على الهجوم الأوكراني»، مضيفاً، في تصريح صحافي، أن «الردّ الروسي في المستقبل القريب جداً سيطال بالتحديد مراكز صنع القرار في أوكرانيا». من جهته، أشار الخبير العسكري، يوري كنوتوف، إلى أن ردّ الفعل السريع للدفاع الجوي الروسي أثبت أن النظام يعمل بشكل فعّال وقادر على التعرّف على الأهداف العسكرية للعدو وتدميرها. ولفت كنوتوف، في تصريح إلى صحيفة «فزغلياد»، إلى أنه بناءً على صور حطام الطائرات المسيّرة، فإنها من طراز «UJ-22» والتي يمكنها أن تطير لمسافة 800 كيلومتر في اتجاه واحد وحوالي 1600 كيلومتر في المجموع. وأضاف أنه «يصعب جدّاً اكتشاف الطائرات من دون طيار الحديثة التي يستخدمها العدو بسبب الطيران المنخفض الارتفاع وأنظمة الدعم الحديثة».