موسكو | تمكّنت روسيا من تحييد منظومة الدفاع الجوي الأميركية، «باتريوت»، التي تسلّمتها أوكرانيا في الـ19 من نيسان الماضي، وعوّلت عليها لتغيير مسار العملية العسكرية، على اعتبار أنه سيصير في مقدورها التصدّي للطائرات والصواريخ الروسية. وبالفعل، استهدف الجيش الروسي المنظومة الأميركية، في كييف، بصاروخ «كينجال» الفرط صوتي، وفق ما أكدته واشنطن أيضاً. وجاء استهداف «باتريوت» خلال عمليّة قصف جوّي كثيف، شنّتها القوات الروسية على العاصمة ومدن أوكرانية أخرى، ممّا أدى إلى تدمير مستودعات للأسلحة والذخيرة الغربية، بالإضافة إلى طرق إمداد القوات الأوكرانية على جبهة باخموت. وفي هذا الإطار، كشف مصدر روسي، لوكالة «نوفوستي»، تفاصيل العملية التي جرت بواسطة طائرات «ميغ-31 كا» الحاملة لصواريخ «كينجال»، مبيّناً أن خصائص وسرعة الصواريخ الفرط صوتية تسمح لها «بضرب أهداف عسكرية في غضون دقائق، وهو السبب في أن أهدافاً مثل نظام باتريوت ليس لديها الوقت لتغيير موقعها بعد إطلاق صواريخ جديدة أو تحميلها بذخيرة جديدة». وبحسب المصدر، فإنه «نظراً إلى سرعة صاروخ كينجال، تعرّضت أنظمة الدفاع الجوي الأميركية فجأة إلى كمين جوي، ولم تستطع أطقم أنظمة الصواريخ التابعة للعدو فعل أيّ شيء لحماية أنظمتها المضادة للطائرات».في غضون ذلك، نفى وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن تكون كييف أسقطت 6 صواريخ من نوع «كينجال» الفرط صوتية، كاشفاً أن القوات الروسية لم تُطلِق أصلاً هذا العدد من الصواريخ. وفي الإطار نفسه، أجمعت آراء المحلّلين العسكريين الروس، على أن صواريخ «كينجال» وطائرات «MiG-31K» فازت في المواجهة مع «باتريوت»، فيما اعتبر الكاتب أندريه ريزتشيكوف، في صحيفة «فزغلياد»، أن «ثمن هزيمة باتريوت باهظ، ليس فقط من وجهة نظر عسكرية ورمزية بحتة، فلهذه المبارزة بعد مادي أيضاً». وأوضح ريزتشيكوف أن «بطارية باتريوت، وفقاً للفيديو المسرّب، أَطلقت حوالى 30 صاروخاً - تكلفة كل منها 4 إلى 5 ملايين دولار -. وثمن بطارية باتريوت (القاذفة) حوالى نصف مليار دولار. وهكذا، ففي ليلة 16 أيار، دمّرت الصواريخ الروسية ممتلكات عسكرية أوكرانية تبلغ قيمتها حوالى 700 مليون دولار». بدوره، أوضح الخبير العسكري، يوري كنوتوف، أن سرعة «كينجال» عالية جدّاً إلى درجة أنه لا يوجد نظام دفاع جوي أو دفاع صاروخي قادر على التصدّي لها.
لا تزال المعارك في مدينة باخموت دائرة، وسط تضارب في الأنباء حول ما يحصل فعليّاً على الأرض هناك


ولفت كنوتوف، في تصريح إلى صحيفة «فزغلياد»، إلى أن منظومة «باتريوت» تُعدّ هدفاً ذا أولوية لصواريخ «كينجال»، لسببَين: «أولاً، بسبب ثمن المنظومة الأميركية الباهظ؛ وثانياً، لأن باتريوت أُعطيت تقريباً الدور المركزي في نظام الدفاع الجوي المتكامل للعدو». وجاء إسقاط «باتريوت» بعد يوم على إعلان موسكو إسقاط صاروخ «ستورم شادو» الذي سلّمته بريطانيا لأوكرانيا أخيراً. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها «اعترضت أنظمة الدفاع الجوي بـ7 صواريخ (هارم) مضادة للرادار، وصاروخ طويل المدى من طراز (ستورم شادو)، و10 مقذوفات من قاذفات صواريخ (هيمارس) المتعدّدة». وفي هذا الإطار، قال القائد السابق لقوات الصواريخ المضادة للطائرات في قيادة القوات الخاصة (منطقة الدفاع الجوي في موسكو)، العقيد المتقاعد سيرغي خاتيليف، في تصريح إلى صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس»، إن منظومة الدفاع الجوي الروسية أَثبتت قدرتها على تدمير الصواريخ الغربية التي تُسلَّم لكييف.
وتزامناً، لا تزال المعارك في مدينة باخموت دائرة، وسط تضارب في الأنباء حول ما يحصل فعليّاً على الأرض هناك. ففي حين أعلن مؤسّس مجموعة «فاغنر»، يفغيني بريغوجين، أنه «بقي مربع سكني واحد وقطعة أرض صغيرة ونسيطر على أرتيوموفسك (باخموت)»، أكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني أن قوات بلادها تواصل التقدّم في باخموت، قائلةً: «استعدنا من القوات الروسية في ضواحي باخموت مساحة قدْرها 20 كيلومتراً مربّعاً».