وفي انتظار إطلاق المعركة، كثّفت كييف من عملياتها ضدّ القوات الروسية وخصوصاً في جزيرة القرم، حيث استهدفت بطائرات مسيّرة خزانات الوقود في ميناء المدينة في منطقة خليج القوزاق، ما أدّى إلى اندلاع حريق في مستودع للنفط. وهدف الاستهداف، وفق القوات الأوكرانية، إلى «تقويض الخدمات اللوجستية للعدو، كجزء من عناصر الاستعداد للهجوم المرتقب». كذلك واصلت هذه القوات استهداف المناطق الروسية الحدودية في منطقة بريانسك، ومناطق تقع تحت سيطرة الروس في إقليم دونيتسك. من جهتها، استهدفت القوات الجوية الروسية بضربات صاروخية، وحدات احتياط تابعة للجيش الأوكراني لمنعها من الوصول إلى الخطوط الأمامية للمعارك، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع. وتعليقاً على هذه الضربات، قال الخبير العسكري، فاسيلي دانديكين، في تصريح لصحيفة «إزفيستيا»، إن القوات الروسية تعمل على ضرب تجهيزات القوات الأوكرانية للهجوم المرتقب، وتحصين كل خطوط التماس مع قوات كييف منعاً لحصول أيّ مفاجأة.
كثّفت كييف من عملياتها ضدّ القوات الروسية وخصوصاً في جزيرة القرم
في غضون ذلك، لا تزال مدينة باخموت عنواناً لضراوة المعارك بين الجيشَين الروسي والأوكراني، إذ تريد موسكو السيطرة عليها بسبب أهميّتها في استكمال عمليات السيطرة على كامل إقليم دونيتسك، فيما تقاتل كييف للحفاظ عليها لتعزيز صمود قواتها في جبهة دونتيتسك. لكن القوات الروسية استولت على مساحات شاسعة من المدينة، مع إحكامها السيطرة نارياً على خطوط إمداد القوات الأوكرانية المتبقيّة فيها. وقد أكد قائد «فاغنر» أن مقاتليه تقدّموا مسافة 100 إلى 150 متراً في باخموت أول من أمس، مشيراً إلى أنه تبقّى نحو ثلاثة كيلومترات مربعة فقط من أراضي المدينة تحت سيطرة القوات الأوكرانية. في المقابل، قال المتحدث باسم القوات الأوكرانية في الشرق، سيرهي شيريفاتي، إن هذه القوات لا تزال تسيطر على طريق إمداد مهمّ يؤدّي إلى باخموت، مشيراً إلى صعوبة المعارك للسيطرة على «طريق الحياة» حيث تواصل القوات الروسية مساعيها للسيطرة على الطريق، الذي يربط بين مدينة باخموت وبلدة تشاسيف يار المجاورة إلى الغرب، على مسافة تزيد قليلا على 17 كيلومتراً.