أقر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية الروسية، بتوقيعه مرسوماً بهذا الشأن وفق «التغييرات الدولية» اليوم، خلال اجتماعه مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، ما يطوي صفحة الاستراتيجية القديمة التي دامت نحو سبع سنوات.
وأكّد بوتين أن «التغييرات الجذرية في الحياة الدولية تطلّبت أن نعدل بجدية وثائق التخطيط الاستراتيجي الرئيسية، ومن بينها الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية الروسية، والتي تحدد مبادئ ومهام وأولويات النشاط الدبلوماسي».

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه في ظل ظروف التهديدات الخارجية، تؤكد الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية الروسية أن مبدأ الارتباط الأمني متاح استناداً إلى الندية، مشيراً إلى أنها تتضمن «إعادة هيكلة جادة للاقتصاد العالمي»، بشكل «يعكس منطقياً التطورات الثورية في الشؤون الدولية».

وفي الخامس عشر من الشهر الماضي، قال لافروف إن الاستراتيجية الجديدة ستولي الأهمية لـ«نهاية هيمنة الغرب على العالم»، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بضرورة إنهاء احتكار الغرب لتشكيل إطار الحياة الدولية، والذي يجب من الآن فصاعداً تحديده ليس لمصالحه الأنانية، ولكن على أساس عادل وشامل لميزان المصالح، وفق ما يقتضيه ميثاق الأمم المتحدة».

وإذ أشار إلى أن الدول الغربية تحاول «إعاقة تنمية روسيا وتحلم بانهيار البلاد»، قال إن من بين مهام السياسة الخارجية «خلق ظروف خارجية مواتية للتنمية الداخلية للبلاد».

ورأت موسكو أن العالم يمرّ حالياً بعملية صعبة لتشكيل نظام عالمي أكثر عدلاً، والهيمنة أحادية القطب تنهار، والعالم يتجه نحو التعددية القطبية، بحسب ما قال الرئيس الروسي في أيلول الماضي.

وقدّمت الوثيقة الجديدة للمناقشة مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي في كانون الثاني عام 2022، إلا أن بوتين أعاد مسوّدة المفهوم للمراجعة.

أما الإصدار السابق لاستراتيجية السياسة الخارجية الروسية فصدرت في تشرين الثاني عام 2016، وتم العمل على تحديثها خلال السنوات القليلة الماضية، وفق التطورات الدولية.

ولخّصت وكالة «تاس» الروسية أهم ما جاء في هذه الوثيقة الجديدة على النحو الآتي:

ــــ يطلق على الولايات المتحدة الأميركية المحرك الرئيسي والمصدر الأساسي للسياسة المعادية لروسيا وأكبر تهديد يواجه العالم وتطور البشرية.
ــــ سوف تستخدم روسيا الجيش لصد ومنع أي هجوم مسلح ضدها أو ضد أي من حلفائها.
ــــ ستتعامل روسيا مع الدول الأخرى بالمثل.
ــــ من المهم بشكل خاص بالنسبة إلى روسيا تعزيز العلاقات والتنسيق بشكل شامل مع الصين والهند، مراكز القوة العالمية الصديقة.
ــــ المشروع الرائد بالنسبة إلى روسيا في القرن الحادي والعشرين هو تحويل أوراسيا إلى مساحة واحدة يعمّها السلام والاستقرار والازدهار.
ــــ تعرّف روسيا نفسها بأنها معقل العالم الروسي ومهد الحضارة الأصيلة التي تحافظ على التوازن العالمي.
ــــ تعدّ مكافحة «الروسوفوبيا» (رهاب الروس) في مختلف المجالات من أولويات السياسة الإنسانية لروسيا في الخارج.
ــــ تعارض روسيا سياسة خطوط التقسيم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ــــ سيكون القضاء على «أساسيات الهيمنة» من جانب الولايات المتحدة والدول الأخرى غير الصديقة في الشؤون الدولية إحدى أولويات روسيا.
ــــ تسعى روسيا جاهدة إلى تشكيل نظام عالمي يوفّر أمناً موثوقاً به ويضمن تكافؤ الفرص بالنسبة إلى الجميع.
ــــ تسعى روسيا جاهدة لتحقيق الأمن المتساوي لجميع الدول على أساس مبدأ المعاملة بالمثل.
ــــ ستقوم روسيا بالتحقيق في التطوير المفترض للأسلحة البيولوجية والسمّية.