أكّد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اليوم، في اليوم الثاني لزيارته موسكو، أن بكين ستواصل جعل العلاقات مع روسيا «أولوية»، معتبراً أن البلدين «قوتان كبيرتان وجارتان»، و«شريكان استراتيجيان».
ودعا شي نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إلى زيارة الصين هذه السنة، في مؤشر إلى متانة الروابط بين البلدين اللذين يواجهان توتراً مع الغرب.

وقال شي خلال لقاء مع رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، قبل بدء جولة ثانية من المحادثات مع الرئيس الروسي: «دعوت بالأمس الرئيس بوتين إلى زيارة الصين هذه السنة في الوقت الذي يناسبه»، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية.

وأضاف أنّ «رئيس الوزراء، لي كيانغ، سيواصل إعطاء أولوية للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا».

شحنات قياسية
وفي خضم زيارة الرئيس الصيني، أعلنت شركة «غازبروم» الروسية العملاقة، اليوم، عن تسليم شحنات يومية قياسية لبكين، أمس، عبر خط أنابيب سيبيريا الذي يمر في الشرق الأقصى الروسي، باتجاه شمال شرق الصين.

في الإطار، قالت «غازبروم»، في بيان، إنها سلّمت، أمس، «الكميات المطلوبة وحقّقت رقماً قياسياً جديداً لإمدادات الغاز اليومية نحو الصين». وردّاً على أسئلة وكالة «فرانس برس» حول الأرقام الدقيقة لهذه الشحنات، قالت الشركة إنها «لن تقدم معلومات إضافية».

حلّ للنزاع
وفي سياق منفصل، أعلن الكرملين أنّ بوتين وشي تبادلا وجهات النظر «باستفاضة»، وناقشا الخطة الصينية للسلام في أوكرانيا، من دون الخوض في التفاصيل.

وأمس، عقد بوتين وشي خلوة استمرت أربع ساعات ونصف ساعة، في أول لقاء غير رسمي بينهما في الكرملين. وخلال اللقاء، وصف بوتين شي بـ«الصديق العزيز»، قائلاً: «أعرف أنّ لديكم موقفاً عادلاً ومتوازناً في المسائل الدولية الأكثر إلحاحاً».

وتابع أنّه يحترم المبادرة التي طرحتها بكين من أجل السلام في أوكرانيا ويدرسها، مؤكداً أنّ روسيا والصين لديهما «الكثير من الأهداف المشتركة».

من جهته، أكد شي خلال اللقاء أن بلاده «ستواصل لعب دور بنّاء بحثاً عن تسوية سياسية للنزاع في أوكرانيا»، وفق ما نقلت وكالة «الصين الجديدة للأنباء».

وتتزامن هذه الزيارة مع زيارة رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، لكييف، حيث سيلتقي الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، علماً أنّ كيشيدا هو الوحيد من بين قادة الدول السبع الذي لم يزر أوكرانيا منذ بدء الحرب. وسيكون أول رئيس حكومة ياباني يزور منطقة نزاع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.