أعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، لـ«رويترز»، قبل ساعات من مثوله أمام محكمة أصدرت مذكرات للقبض عليه، إن ردود الفعل على اعتقاله أو محاولة قتله ستكون عنيفة وعلى مستوى البلاد.
وتابع: «حياتي مهددة أكثر من ذي قبل»، مضيفاً أنه يشعر بالقلق إزاء رد الفعل الذي سيلي اعتقاله أو أي محاولة لاغتياله. وتابع: «أشعر أنه سيكون هناك رد فعل قوي جداً، وسيكون على مستوى باكستان».

يأتي هذا بعدما قاد أسطورة الكريكيت السابق، احتجاجات في عموم البلاد، عقب الإطاحة به من السلطة العام الماضي، وفيما يواجه عدداً كبيراً من الدعاوى القضائية. وحاولت الشرطة القبض عليه، الثلاثاء، لكن من دون جدوى، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع أعضاء في حزبه.

وقال خان (70 عاماً)، في مقابلة في منزله في لاهور، قبل التوجه إلى إسلام أباد في وقت مبكر اليوم، إنه شكّل لجنة لقيادة «حزب حركة الإنصاف» الذي ينتمي إليه، في حالة اعتقاله، مذكّراً بأنّه يواجه 94 قضية.

وأضاف خان، الذي أُصيب بطلق ناري خلال تجمع انتخابي في تشرين الثاني، أن خصومه السياسيين والجيش يريدون منعه من خوض الانتخابات المقررة في وقت لاحق من هذا العام.

ونفت حكومة رئيس الوزراء، شهباز شريف، أنها تقف وراء القضايا ضد خان. وقال الجيش الذي يؤدي دوراً كبيراً في باكستان، إذ تولى السلطة فيها لقرابة نصف تاريخها الممتد منذ 75 عاماً، إنه لا يزال يلتزم الحياد في ما يتعلق بالسياسة.

كما أكّد خان على أنّه لا يوجد سبب لاحتجازه الآن، في ضوء الإفراج عنه بكفالة في جميع القضايا. وفي حالة إدانته في أي من القضايا، فمن الممكن صدور قرار استبعاده من خوض الانتخابات المقررة في تشرين الثاني.

وأردف: «تراني المؤسسة بشكل من الأشكال تهديداً في الوقت الحالي. وهذه هي المشكلة».

وأدّت محاولة الشرطة، الأسبوع الماضي، لاعتقال خان، إلى اشتباكات أُصيب فيها العشرات، علماً أنّ خان حشد تأييداً شعبياً في أوساط الباكستانيين، في ظل ارتفاع التضخم إلى معدّلات هي الأكبر في عقود، والتباطؤ الاقتصادي الذي سبّب حالة من الشلل، إذ تنفّذ البلاد إصلاحات مالية مؤلمة لتجنّب التخلف عن سداد ديونها. على إثره، يشارك الآلاف في كل مرة يدعو فيها إلى المظاهرات.

كذلك، قال خان: «أعتقد أن أولئك الذين يحاولون القيام بذلك لا يدركون الوضع. وللأسف، لا أعتقد أنّ العقل الذي يفكر في قتلي أو اعتقالي يدرك الوضع الذي وصلت إليه باكستان الآن».

وذكّر أن الجيش أدّى دوراً في الإطاحة به من السلطة، بعدما ساءت العلاقات مع قائد الجيش السابق، الجنرال قمر جاويد باجواه، الذي تقاعد في تشرين الثاني. وأضاف أن القائد الجديد، الجنرال عاصم منير، يتبع السياسة ذاتها.

ونفى الجيش في السابق الاتهامات الذي يوجهها له خان.

وممّا قاله خان أيضاً: «كما تعلمون، كان للجيش دور طوال تاريخنا الممتد منذ 70 إلى 75 عاماً. لكن ينبغي أن يكون هذا الدور متوازناً الآن. عليكم إحداث هذا التوازن الآن، لأن التوازن السابق لم يعد مجدياً».

مداهمة منزله
وفي وقت سابق، قال مسؤولون في الحزب السياسي الذي يتزعمه خان، إن الشرطة دخلت منزله في لاهور، اليوم، تزامناً مع وصول خان إلى العاصمة إسلام أباد للمثول أمام المحكمة.

وتعقيباً على ذلك، قال خان، في تغريدة، إنّ زوجته كانت في المنزل أثناء عملية المداهمة.

يأتي هذا بعد أيام من المواجهة والاشتباكات العنيفة بين الشرطة وأنصار خان في محيط العقار.