قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، اليوم، إن إبقاء جنود ألمان «في مالي حتى أيار 2024 لا معنى له في ظل الظروف الحالية» لأن «القوات لا تستطيع تأدية مهمتها»، وذلك في أعقاب انسحاب القوات الفرنسية من مالي في آب الماضي.
وأعرب بيستوريوس، الذي تسلّم منصبه قبل 12 يوماً، عن شكوكه بشأن قدرة القوات الألمانية على الوفاء بالتزاماتها في إطار بعثة «مينوسما» لحفظ السلام في مالي التي تواجه منذ عام 2012 أزمة خطيرة متعددة الأبعاد.

وتقول البعثة التي أنشئت عام 2013 للمساعدة في استقرار الدولة المهددة بالسقوط جراء تمرد جهادي، وحماية المدنيين، والمساهمة في جهود السلام، والدفاع عن حقوق الإنسان، من بين مهمات أخرى، إن القيود التي فرضها المجلس العسكري الذي تولى السلطة عام 2020 «أعاقتها في مهمتها».

وأكّد بيستوريوس في مقال نشرته صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية أنه «إذا كان جنودنا غير قادرين على مغادرة معسكرهم أو التحرك ببساطة في محيط محدود لأن الطائرات المسيّرة ممنوعة من التحليق، فإنهم لن يتمكّنوا من القيام بمهمتهم».

وأضاف: «بالتالي، هذه المهمة هي مضيعة للوقت والمال لا سيّما بالنسبة إلى الجنود الذين يخاطرون بحياتهم بعيداً من عائلاتهم وأصدقائهم»، مشيراً إلى أن «المرة الأخيرة التي حلّقت فيها مسيّرات كانت قبل عيد الميلاد».

ويأتي ذلك بينما شدّد عدة أعضاء في مجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضي، على استحالة استمرار «الوضع الراهن» لبعثة «مينوسما» خلال اجتماع كشف انقسامات حول كيفية تطوير عملها.

ونظر المجلس الذي يجب أن يتخذ قراراً في حزيران بشأن التمديد للبعثة، للمرة الأولى في تقرير الأمين العام أنطونيو غوتيريش الذي يؤكد أن استمرار المهمة في شكلها الحالي «غير ممكن» من دون زيادة عديد الجنود، مشيراً إلى ضرورة سحب القوات إذا لم يتم توفير الشروط الأساسية لبقائها.

وفي 20 من الشهر الحالي، رأى غوتيريش أن «مينوسما» في «وضع حرج»، باتت فيه «عاجزة عن تلبية توقّعات الماليّين، وبعض الأطراف الإقليمية»، كما أصبحت عرضة «لانتقادات متواصلة».

وأشار إلى أن البعثة التي باتت «محرومة» من دعم عمليات أطراف أجنبية، ولا سيما فرنسا التي رأى أنها «قامت بما في وسعها القيام به، لكنها بلغت أقصى قدراتها».

وتأتي هذه الأنباء بالتوازي مع دعم شعبي متزايد لموسكو في مالي وعدد من البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية. ويُشار إلى أن مالي استلمت في 19 من الشهر الحالي مقاتلات ومروحيات من روسيا في أحدث سلسلة من الإمدادات العسكرية من روسيا، بعد عمليتي تسليم في آذار، وآب 2022.

وتضمنت الشحنة طائرات هجومية من طراز «سوخوي-25» مصممة لدعم القوات البرية؛ وأخرى من طراز «إل-39» المصنوعة في جمهورية التشيك التي صممت «إل-39» في الأصل لأغراض التدريب، إلا أنها تستخدم أيضاً كطائرة هجومية.

كما تسلمت باماكو مروحيات «أم آي-8أس» وهي مروحية نقل روسية من تصميم سوفياتي، إضافة إلى نقل القوات والمعدات، يمكن تزويدها أسلحة للدفاع عن القوات البرية.