قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 23 بجروح، اليوم، في عملية انتحارية استهدفت شرطيّين كانوا يرافقون فريقاً مكلّفاً التلقيح ضد شلل الأطفال في غرب باكستان، وتبنّتها حركة طالبان الباكستانية، على ما أفاد مصدر في الشرطة.
وقال المسؤول الكبير في الشرطة في كويتا، أزهر مهاسر، لوكالة «فرانس برس» إن انتحارياً استهدف شاحنة للشرطة كانت تستعد لمواكبة فريق التلقيح، مشيراً إلى مقتل «شرطي وامرأة وطفل».

وأعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليّتها عن الاعتداء، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وكانت حركة طالبان الباكستانية، وهي جماعة منفصلة عن حركة طالبان الأفغانية لكنها مدفوعة بالعقيدة نفسها، قد أعلنت الإثنين إلغاء اتفاق هشّ لوقف إطلاق النار، تم التوصل إليه مع الحكومة في حزيران، وأمرت مقاتليها بشنّ هجمات في أنحاء البلاد.

وبررت هذا القرار بعدم احترام إسلام آباد الهدنة، وجاء في البيان: «بينما تتواصل العمليات العسكرية ضد المجاهدين في مختلف المناطق، يتوجب عليكم شنّ هجمات أينما كان ذلك ممكناً في أنحاء البلاد».

ويستهدف متطرّفون إسلاميون، ولا سيما من حركة طالبان، الفرق المسؤولة عن التلقيح ضد شلل الأطفال منذ سنوات في باكستان وأفغانستان، وهما الدولتان الوحيدتان اللتان ما زال هذا المرض متوطّناً فيهما.

وقتل عشرات العاملين في مجال مكافحة شلل الأطفال وعناصر الأمن الذين يحرسونهم منذ عام 2012، على أيدي متشددين يزعمون أن برامج التطعيم جزء من مؤامرة غربية لتعقيم المسلمين، فيما تُفيد نظرية مؤامرة أخرى أن اللقاحات تحوي دهون خنازير، وبالتالي هي محرّمة على المسلمين.

وتنامت المعارضة الإسلامية لحملات التطعيم بعدما نظّمت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية حملة تلقيح وهمية، للمساعدة في تعقّب زعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، في مدينة أبوت آباد الباكستانية.