قبل يومَين فقط من موعد زفافه، وحين تواجُده في ملحمة مُشرفاً على تجهيز الذبائح ليوم الزفاف، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشاب الفلسطيني، فاروق سلامة (28 سنة)، برصاصات أصابتْه في البطن والصدر والرأس، في مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلّة. وسلامة، بحسب ادّعاء جيش العدو، «متورّط في عدد من عمليات إطلاق النار على جنود الجيش الإسرائيلي، وفي قتْل الضابط نعوم راز من الوحدات الخاصة اليمام في 15 أيار الماضي». كذلك، اتهمت سلطات الاحتلال، الشهيد، بأنه كان يخطّط «لهجمات جديدة بالتعاون مع مجموعة عرين الأسود» المقاوِمة في نابلس. ووفقاً لمصادر محلية، فإن سلامة يُعدّ من قادة «سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، وهو من الأعضاء البارزين في «كتيبة جنين»، كما أنه مُطارَد من قبل العدو. واقتحمت قوات الاحتلال، ظهر أمس، مدينة جنين بحافلة مدنية، ليكتشف الشبّان المقاومون سريعاً أمرها، ويبادروا إلى الاشتباك معها. وجرى تبادل لإطلاق النار، سقط على إثره المُطارد سلامة، والفتى محمد سامر محمد خلوف (14 سنة). كما اعتقلت القوات الإسرائيلية خمسة فلسطينيين خلال العملية، كان بحوزتهم مسدّس وسلاح رشاش، وصادرت أيضاً مسدّس الشهيد سلامة الشخصي. ومساءً، انطلقت صافرات الإنذار في عدد من مستوطنات غلاف غزة، حيث أفادت وسائل الإعلام العبرية بأن صاروخاً على الأقل انطلق من القطاع، وتصدّت له القبّة الحديدية. ورجّحت وسائل إعلام العدو، أن «الجهاد الإسلامي» تقف خلف الإطلاق، رداً على اغتيال أحد عناصرها البارزين في جنين أمس. وفي القدس المحتلة، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أمس، قتْلها فلسطينياً أثناء تنفيذه هجوماً بسكين، أصاب خلاله ثلاثة من شرطة العدو، في البلدة القديمة. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن المهاجم «طعن أحد الشرطيَّين في الجزء العلوي من جسده»، ثمّ قام بقيّة العناصر المتواجدين في المكان بقتله على الفور. وبعد وقت قصير، تَبيّن أن منفّذ العملية هو الشهيد عامر حسام بدر (20 سنة) من حيّ بيت حنينا في القدس، حيث وُزّعت ملصقات تحمل صورته وخلْفه القيادي في «كتائب الأقصى»، إبراهيم النابلسي، الذي اغتالته قوات الاحتلال في آب الماضي. أمّا في بلدة بيت دقو، شمال القدس، فقد استشهد الفلسطيني داوود محمود ريان (42 سنة) برصاص جنود العدو، خلال إطلاقهم النار على الفلسطينيين هناك. وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت، أمس، رفْع الإغلاق عن مدينة نابلس، بعد أسابيع من محاصرة المدينة، واحتجاز أهلها داخلها، إثر العمليات التي نفّذها مقاومون منها ضدّ قوات العدو ومستوطنيه، وتَمثّل أبرزها في العملية التي تبنّتها مجموعة «عرين الأسود»، وقُتل على إثرها جندي إسرائيلي بالقرب من مستوطنة «شافي شمرون» قرب نابلس. وفي وقت لاحق من مساء الخميس، أفادت وسائل الإعلام العبرية بإصابة مستوطِنة بجروح خطيرة في رأسها في مستوطنة «كريات أربع»، قرب الخليل في الضفة الغربية. وحتى ساعات الليل، لم يكن بعد قد تمّ التحقّق من مصدر الرصاصة التي أصابت المستوطِنة، لكن وسائل إعلام العدو رجّحت أن تكون قد انطلقت من سلاح فلسطيني.