في العام 1980، سيولد للحاخام الراحل حاييم يروحام سموترتش، ابن باسم بتسلئيل، وسيكون مسقط رأسه هو مستوطنة «حيسوبين» في هضبة الجولان السوري المحتل. لكن الطفل لن يبقى هناك؛ إذ سينتقل إلى بيت إيل ليقضي طفولته وشبابه، قبل أن يصبح واحداً من أشدّ المنادين بـ«بناء الهيكل» في الحرم القدسي، إلى جانب قيادته إحدى أشهر المنظّمات الاستيطانية، «رغيفيم»، التي تسلب بيوت الفلسطينيين وأراضيهم، ويسكن غالبية أعضائها في بيوت غير مرخّصة في المستوطنات، كما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، سابقاً.استقرّ الحال أخيراً بسموترتش في مستوطنة «كيدوميم»، حيث يقيم في بيت غير مرخَّص كبقية رفاقه، وفق ما أفادت به قبل سنوات صحيفة «هآرتس». وبالرغم من أنه في العام 2005 ألقت الشرطة الإسرائيلية و«الشاباك» القبض عليه، وحكمتْه المحكمة بالسجن ثلاثة أسابيع في معتقل «شيكما»، ومثلها في الإقامة الجبرية، على خلفية حيازته مئات الليترات من المحروقات التي كان يستغلّها في إغلاق الشوارع الرئيسة احتجاجاً على الانسحاب الإسرائيلي من غزة وإخلاء المستوطنات، شقّ سموترتش طريقه إلى «الكنيست»، وإلى سُدّة الحُكم أخيراً إلى جانب نتنياهو. ليس الأمر غريباً، إذا عُرف عنه أنه متسلّق على ظهر أصدقائه عبر إقصائهم.
طبقاً لموقع «ماكور ريشون»، ليس من الصعب تفسير سلوك سموترتش السياسي «خصوصاً عندما كشف عن طموحه إلى قيادة التيار الصهيوني الديني، من طريق السيطرة عليه بأيديولوجية الطبقة الأرثوذكسية التي يمثّلها». وفي طريقه إلى ذلك، طالما اعتمد مبدأ تحييد القوائم؛ حيث كان ينضمّ إلى إحداها ليحيّد الأخرى، وهلمّ جرّاً. وهو منذ انتهاء فترة ولايته الأولى في «الكنيست»، فاجأ زعيمه أوري آرييل عندما تحدّى قيادته وخاض الانتخابات ضدّ الأخير لرئاسة «الاتحاد الوطني». ولهذا، «منذ ذلك الحين التزم آرييل الصمت»، بحسب الموقع.
سلوكه في التنكّر لأصدقائه من الصهاينة الدينيين، انعكس أيضاً في إعلانه قائمة «الصهيونية الدينية»، والانفصال عن نفتالي بينت وأيليت شاكيد، في الانتخابات الـ24، ولاحقاً في مهاجمتهما طوال الوقت إلى أن أجهز عليهما أخيراً. فلتحقيق طموحه السياسي، مثّل تحالف يائير لابيد - بينت فرصه له لانتقاد الطرفَين، طبعاً ليس من أجل الانتقاد البنّاء، بل لكي يقصي بينت تحديداً، ويغتاله سياسياً بالضغط على الحلقات الضعيفة، من مِثل عيديت سليمان ونير أورباخ، عضوَي «الكنيست» اللذين مثّلا القشّة التي قصمت ظهر حكومة بينت.
في المقلب الآخر، هو محامٍ وحاصل على درجة الماجستير في القانون الدولي، قبل انضمامه إلى جيش الاحتلال وهو في سنّ الـ28؛ حيث شغل منصب مساعد منسّق العمليات الرئيسة في قسم العمليات في هيئة الأركان العامة. لا يتحدّث سوى اللغة العبرية، وطبقاً لسيرته في موقع «الكنيست» الرسمي، عُيّن في عام 2013 «زائراً رسمياً إلى منشآت الاعتقال من قِبل نقابة المحامين»، وفي عام 2014 عُيّن ممثلاً للجمهور في الهيئة العامة لمجلس الصحافة.
سموترتش «متعدّد المهام»، هو واحد من مؤسِّسي حركة «ريغافيم» الاستيطانية وكان مديرها. كما أدار المدرسة الدينية في «كدوميم»، وكان من بين مؤسِّسي رابطة المدارس الدينية العليا الصهيونية وأحد أعضاء إدارة هذه الرابطة. كذلك، شغل عضوية إدارة حركة «النهضة» (الكومميوت)، وعضوية إدارة الخلية التعليمية في نتانيا. انتُخب عضواً في «الكنيست» العشرين كممثّل عن قائمة «البيت اليهودي»، بعد خوض حزبه (هئيحود هلئومي-تكوما) المعركة الانتخابية ضمن القائمة التي كان يرأسها بينت.
إلى جانب هذا كلّه، هو رئيس «اللوبي لتعزيز وتطوير (تهويد) الجليل»، و«اللوبي لتعزيز استقرار نظام الحكم»، و«اللوبي لتشجيع التجمعات السكانية الاستيطانية»، و«اللوبي لفرض السيادة على يهودا والسامرة»، و«لوبي أرض إسرائيل في الكنيست»، و«اللوبي لتشجيع الولادة في الشعب اليهودي».