للمرّة الخامسة خلال أقلّ من 4 سنوات، أدلى الإسرائيليون بأصواتهم في الجولة الانتخابية الـ25، والتي اتّسمت بتنافس حادّ بين تكتّلَين رئيسَين، الأول يميني يقوده زعيم المعارضة ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو؛ والثاني وسطي - يساري يقوده رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد، بالإضافة إلى مجموعة من الأحزاب الصغيرة التي تحدّد أحجامها وتموضعاتها شكل الحكومة المقبلة. وافتُتح اليوم الانتخابي في الأراضي المحتلّة، بتصريحات الأقطاب الأساسية في المعركة، حيث دعا زعيم حزب «يوجد مستقبل»، لابيد، أنصار حزبه إلى «التصويت لمستقبل بلادنا». وفي المقابل، قال زعيم حزب «الليكود»، نتنياهو، بعد الإدلاء بصوته في القدس المحتلة: «آمل أن نختم اليوم بابتسامة». أمّا زعيم حزب «الصهيونية الدينية»، إيتمار بن غفير، اليميني المتطرّف، وبعد التصويت بالقرب من منزله في مستوطنته «كريات أربع» في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، فقد تعهّد بـ«تشكيل حكومة يمينية كاملة بقيادة نتنياهو»، مضيفاً: «نحن بحاجة إلى مواصلة العمل الجادّ».وبعد يوم طويل من الحملات والحملات المضادّة، بدأت في ساعات الليل الأولى الكفّة تميل لصالح المعسكر اليميني بقيادة نتنياهو، خصوصاً مع ازدياد نسبة التصويت - ناهزت بحسب وسائل إعلام العدو 70%، وهي الأعلى منذ انتخابات العام 1999 -، والتي رفعت عتبة الحسم، ما صعّب المهمة على الأحزاب الصغيرة التي تشكّل جزءاً مهماً من كتلة لابيد. وفي هذا السياق، فإن «حزب التجمّع» العربي، على سبيل المثال، اقترب في الساعة الأخيرة من العتبة (3.25%)، من دون تجاوزها - بحسب النتائج التقديرية والأوّلية التي بثّتها القنوات العبرية مساء أمس - ما يعني أنه لن يكون له أيّ مقعد في «الكنيست»، وبالتالي فإن كتلة اليمين ستحافظ على تفوّقها، بينما لو عاد ونجح «التجمّع» في تخطّي «الحسم»، فإن هذه الكتلة ستفقد الأغلبية وتنخفص إلى 60 مقعداً.
يبدو نتنياهو قريباً من العودة إلى رئاسة حكومة إسرائيلية يمينية، وإنْ بأغلبية بسيطة


وبحسب نتائج معظم الاستطلاعات التي بُثّت عقب إغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة العاشرة مساء، على القنوات العبرية 11،12،13،14، والتي نشرها موقع «واللا» العبري أيضاً، فإن الكتلة اليمينية بقيادة نتنياهو، فازت بأغلبية قد تصل إلى 62 مقعداً. وكما كان متوقّعاً، احتلّ حزب «الصهيونية الدينية» اليميني المتطرّف بقيادة إيتمار بن غفير، المرتبة الثالثة بعد حزبَي «الليكود» و«يش عتيد» (يوجد مستقبل)، ما يعدّ تقدماً كبيراً للحزب المتطرّف، ومؤشّراً إلى الميل الكبير إلى التطرّف لدى الناخبين الإسرائيليين. وبدورها، بلغت حصّة الأحزاب العربية مجتمعة، وفق جميع الاستطلاعات، على 9 مقاعد فقط (في حال لم يَعد حزب التجمع إلى تجاوز نسبة الحسم). وبهذه الخارطة الأوّلية، فإن نتنياهو يبدو قريباً - في حال تمكّن من إرضاء جميع حلفائه - من العودة إلى رئاسة حكومة إسرائيلية يمينية، وإنْ بأغلبية بسيطة، ومن دون الحاجة إلى أيّ حزب عربي، وهذا ما أكده منصور عباس، زعيم «القائمة الموحّدة»، حيث قال مساء إنه «لا يبدو أن نتنياهو بحاجة إليّ، كنت أتمنى أن أكون جزءاً من الائتلاف، من المستحيل الترويج لتحقيق أشياء إذا لم تكن جزءاً من السلطة التنفيذية».