أطلق الجيشان الكوري الجنوبي والأميركي، اليوم، أربعة صواريخ أرض ــ أرض باليستية قصيرة المدى، على أهداف وهمية في البحر، وذلك ردّاً على إطلاق كوريا الشمالية، أمس، صاروخاً باليستياً متوسط المدى حلّق فوق اليابان في سابقة من نوعها منذ خمس سنوات.
وقالت هيئة الأركان الكورية الجنوبية، في بيان، إنّ كلاً من الجيشين الكوري الجنوبي والأميركي أطلق صاروخين من طراز «أتاكامس» على أهداف وهمية في بحر الشرق، المعروف أيضاً باسم بحر اليابان.

وأوضح البيان أنّ إطلاق هذه الصواريخ الباليستية القصيرة المدى جرى «لإصابة هدف وهمي بدقّة».

الاستعداد للرّد
وأضافت هيئة الأركان أنّ هذه التدريبات «أظهرت أنّنا قادرون ومستعدّون للقضاء على مصدر الاستفزاز، مع الحفاظ على وضعية مراقبة متواصلة»، على حدّ تعبيرها.

وفي بيانه، لفت الجيش الكوري الجنوبي أيضاً إلى أنّ صاروخاً أطلقته وحداته سقط بُعيد وقت قصير من إطلاقه وتحطّم، من دون أن يتسبّب فشله هذا في وقوع إصابات.

وصباح أمس، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً متوسط المدى، حلّق فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادئ، في حدث غير مسبوق منذ عام 2017، والذي دفع طوكيو إلى تفعيل نظام الإنذار، والطلب من سكان بعض المناطق الاحتماء.

وبيونغ يانغ التي تمتلك السلاح النووي أجرت هذه السنة سلسلة تجارب غير مسبوقة من حيث الوتيرة. وبلغت هذه التجارب ذروتها الأسبوع الماضي، حين أطلق الجيش الكوري الشمالي أربعة صواريخ باليستية قصيرة المدى.

وفي واشنطن، قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» إنّ هذه التدريبات تهدف إلى «التأكّد من أنّ قدراتنا العسكرية على أهبّة الاستعداد للردّ على استفزازات الشمال إذا تطلّب الأمر ذلك».

وأضاف: «لا ينبغي أن يصل الأمر إلى ذاك الحدّ. لقد أوضحنا لكيم جونغ ــ أون أنّنا على استعداد للجلوس إلى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة. نريد أن نرى شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية».

«الاتجاه المعاكس»
وأعرب كيربي عن أسفه لأنّ الزعيم الكوري الشمالي «لم يظهر ميلاً للتحرّك في هذا الاتّجاه، بل بصراحة تامّة هو يتحرّك في الاتّجاه المعاكس، من خلال الاستمرار في إجراء هذه التجارب الصاروخية التي تشكّل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي».

وكان الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك ــ يول، قد ندّد بإطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً متوسط المدى أمس، وتعهّد بردّ حاسم على ما وصفه بالاستفزاز.

وبُعيد ساعات على التجربة الصاروخية الكورية الشمالية، أجرت مقاتلات كورية جنوبية وأخرى أميركية، أمس، مناورات ألقت خلالها مقاتلتان كوريتان جنوبيتان من طراز «إف-15 كي» قنابل على هدف وهمي في البحر الأصفر.

يأتي هذا فيما كثفت بيونغ يانغ برامج أسلحتها، في ظلّ تعثّر المفاوضات مع الولايات المتّحدة، فأجرت عدداً قياسياً من التجارب العسكرية هذه السنة، وأقرّت قانوناً جديداً يجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية، بما في ذلك ردّاً على هجمات بأسلحة تقليدية، في خطوة جعلت من قوتها النووية أمراً «لا رجعة فيه».

مناورات وتحذيرات
وأجرت سيول وطوكيو وواشنطن في 30 أيلول تدريبات ثلاثية ضدّ غوّاصات، في سابقة من نوعها منذ خمس سنوات. وأتت هذه التدريبات بعيد أيام من مناورات واسعة النطاق أجرتها القوات البحرية الأميركية والكورية الجنوبية قبالة شبه الجزيرة.

وكوريا الشمالية، التي تخضع لعقوبات أممية بسبب برامج أسلحتها المحظورة، تحاول في العادة إجراء تجاربها العسكرية في توقيت يزيد من وطأتها الجيوسياسية.

وفي الفترة الأخيرة، حذّر مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون من أنّ الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ ــ أون، يعدّ لإجراء تجربة نووية جديدة.

وأفادت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية أنّ هذه التجربة النووية قد تجري خلال الفترة الواقعة ما بين مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، في 16 كانون الأول، وانتخابات منتصف الولاية الرئاسية في الولايات المتّحدة في 7 تشرين الثاني.

ويزداد القلق من امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي كونها، وخلافاً لقوى نووية أخرى، لا تعتبر أن هذه الأسلحة تشكل قوة ردع فقط، أو أنّه لا ينبغي استخدامها بتاتاً.

يُشار إلى أنّ بيونغ يانغ أجرت ستّ تجارب نووية منذ عام 2006، كانت آخرها وأكثرها قوة عام 2017.