أعلنت وزارة الدفاع الأميركيّة، أمس، أنّ ما من أسلحة أميركيّة استُخدمت لمهاجمة القاعدة الجوّية الروسيّة في شبه حزيرة القرم، مشيرةً إلى أنّها تجهل أسباب الانفجارات المدمّرة التي شهدها الموقع.
ويُرجّح البعض أنّ القوّات الأوكرانيّة تقف وراء الانفجارات التي دوّت الثلاثاء في قاعدة ساكي الجوّية، في شبه جزيرة القرم الأوكرانيّة، التي تسيطر عليها روسيا منذ العام 2014. وقد أدّت الانفجارات إلى تدمير ثماني طائرات ومخزونات ذخيرة.

ولم تُعلن أيّ جهة مسؤوليّتها عن الانفجارات. كما لم تتّضح بعد أسباب الانفجارات في القاعدة الجوّية، التي تُعدّ نقطة انطلاق رئيسيّة للعمليّات العسكريّة الروسيّة في الحرب التي تشنّها موسكو على أوكرانيا.

وفي حين وصفت روسيا ما حصل بأنّه «حادث»، يقول خبراء إنّ صوراً ملتقطة بالأقمار الاصطناعيّة وكذلك تسجيلات فيديو أرضيّة توحي بأنّه هجوم.

يُشار إلى أنّ الولايات المتّحدة زوّدت أوكرانيا بكمّيات كبيرة من الأسلحة والذخائر، لكنّها لم تمدّها بما يُمكّنها من توجيه ضربات للأراضي التي تُسيطر عليها موسكو، انطلاقاً من الأراضي الخاضعة لسيطرة كييف.

في السياق، قال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركيّة لصحافيّين: «لم نُزوّد أوكرانيا بما يسمح لها أو يمكّنها من ضرب القرم».

واستبعد المسؤول أن تكون الانفجارات عبارة عن ضربة بواسطة صواريخ تكتيكيّة موجّهة دقيقة متوسّطة المدى (ATACMS)، التي كانت كييف قد طلبت التزوّد بها، والتي يمكن أن تُطلق بواسطة منظومات «هيمارس» الصاروخية الأميركية الموجودة في أوكرانيا.

وتابع المسؤول: «ليست (ATACMS) لأننا لم نزوّدهم بهذه الصواريخ».

وشدّد المسؤول على عدم توافر معلومات لدى البنتاغون من شأنها أن تؤكّد ما إذا القاعدة استُهدفت بهجوم صاروخي، أو ما إذا كانت الانفجارات قد نجمت عن عمل تخريبي.

لكنّه قال إنّ ما حصل «كان أثره كبيراً على العمليات الجوّية الروسيّة، وعلى عناصر سلاح الجوّ»، مشدداً على أن الولايات المتحدة لا تسيطر على الجيش الأوكراني.

وأردف: «ما نريد أن يفعله الأوكرانيون هو محاربة الروس بالطريقة التي يريدونها»، معتبراً أنّها «حرب أوكرانية. وهم مَن يختارون الأهداف».

والجمعة، قال جهاز الاستخبارات الدفاعيّة البريطاني إنّ الانفجارات المتعدّدة التي وثّقها أشخاص موجودون في المنطقة في تسجيلات فيديو، «ناجمة بشكل شبه مؤكّد عن انفجار ما يصل إلى أربعة مناطق تخزين ذخائر غير مغلقة».

وأضاف الجهاز أنّ الانفجارات دمّرت أو ألحقت أضراراً بالغة بخمس طائرات «سوخوي 24» القاذفة المقاتلة، وبثلاث طائرات من طراز «سوخوي 30» المتعدّدة المهمّات، لكنّ المدرج لا يزال صالحاً للاستخدام.