أكّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، أنّ روسيا ستردّ بالمثل إذا أقام حلف شمال الأطلسي بنية تحتية في فنلندا والسويد، بعد انضمامهما إلى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتابع بوتين للتلفزيون الروسي الرسمي، بعد محادثات مع زعماء إقليميين في تركمانستان، الجمهورية السوفياتية السابقة: «لا مشكلة لدينا مع السويد وفنلندا على غرار تلك التي نواجهها مع أوكرانيا. إنهم يريدون الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. فليفعلوا».

وأردف: «لكن عليهم أن يفهموا أنه لم يكن هناك تهديد من قبل، بينما الآن، إذا تم نشر وحدات عسكرية وبنية تحتية هناك، فسيتعيّن علينا الرد بالمثل، وخلق تهديدات بنفس القدر للأراضي التي تصدر منها التهديدات تجاهنا».

كما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله إنه لا يستبعد أن تشهد علاقات موسكو مع هلسنكي وستوكهولم توتراً، بسبب انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال بوتين: «كل شيء كان على ما يرام بيننا، ولكن قد يصبح هناك الآن بعض التوترات، وسوف تكون هناك بعض التوترات بالتأكيد. إنه أمر لا مفرّ منه، في حال كان هناك تهديد لنا».

جاء تعليق بوتين بعد يوم من موافقة تركيا على محاولة انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف، بعدما اتفقت الدول الثلاث على حماية أمن بعضها البعض.

وتعني هذه الخطوة أن هلسنكي وستوكهولم يمكنهما المضيّ قدماً في طلب الانضمام إلى الحلف، وهو ما يمثّل أكبر تحوّل في الأمن الأوروبي منذ عقود.

قصف مجمّع تجاري
في سياق منفصل، نفى بوتين، خلال زيارته إلى تركمانستان، مسؤولية قواته عن استهداف مجمّع تجاري مكتظّ بالمدنيين في مدينة كريمنشتوك في وسط أوكرانيا، في قصف صاروخي أسفر بحسب كييف عن سقوط 18 قتيلاً.

وقال بوتين، خلال مؤتمر صحافي في عشق أباد، إنّ «جيشنا لا يضرب أيّ بنية تحتية مدنية. لدينا كلّ الإمكانات اللازمة لمعرفة ماذا يتواجد في الأماكن التي نقصفها».

وأضاف: «لا أحد لدينا يطلق النار كيفما اتّفق، وعشوائياً. في العادة، هذا الأمر يتمّ بناءّ على معطيات استخبارية عن الأهداف، وبواسطة أسلحة فائقة الدقّة».

وتابع الرئيس الروسي: «أنا واثق من أنّه هذه المرّة أيضاً كلّ شيء تمّ بهذه الطريقة بالضبط».

وأتى تصريح الرئيس الروسي بعد يومين على سقوط 18 قتيلاً وعشرات الجرحى والمفقودين، بحسب كييف، في ضربة صاروخية استهدفت مجمّعاً تجارياً مكتظّاً بالمدنيين في كريمنتشوك، الواقعة على بُعد 330 كلم جنوب شرق كييف.

غير أنّ الجيش الروسي نفى، الثلاثاء، أن يكون قد استهدف أيّ منشأة مدنية في كريمنتشوك، مؤكّداً أنّه قصف مخزن أسلحة مجاوراً للمجمّع التجاري الذي كان مغلقاً حينذاك.