فرضت الولايات المتحدة، أمس، عقوبات على بنكَين روسيَين وشركة كوريّة شمالية، وشخصاً تتّهمه بدعم برنامج أسلحة الدمار الشامل الكوريّ الشماليّ، في تكثيف للضغط على بيونغ يانغ، بعد استئنافها إطلاق الصواريخ الباليستية.
وتأتي هذه الخطوة الأميركية بعد يوم واحد من استخدام الصين وروسيا حقّ النقض، ضد مسعى قادته الولايات المتحدة لفرض مزيد من العقوبات الدولية على كوريا الشمالية بسبب إطلاقها صواريخ باليستية، ما أدّى إلى انقسام مجلس الأمن علناً لأول مرة منذ أن بدأ معاقبة
بيونغ يانغ عام 2006.

واستخدمت الدولتان حق النقض رغم ما تصفه الولايات المتحدة بأنه الاختبار السادس لصواريخ باليستية عابرة للقارات، تجريه كوريا الشمالية هذا العام.

وأجرت كوريا الشمالية سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ هذا العام، من أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصولاً إلى إطلاق أكبر صواريخها البالستية العابرة للقارات لأول مرة منذ ما يقرب من خمس سنوات. كما تستعد على ما يبدو لما سيكون أول تجربة نووية لها منذ عام 2017.

على إثره، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، أنها استهدفت شركة «إير كوريو تريدنغ كورب»، وكذلك بنكَي «فار إيست» و«سبوتنك»، بسبب إسهاماتهما في جمع عائدات لمنظمات كوريّة شمالية.

كما استهدفت واشنطن أيضاً ممثّل لمنظمة تابعة لأكاديمية العلوم الطبيعية في كوريا الشمالية، جونغ يونغ نام، المقيم في روسيا البيضاء، والذي قالت واشنطن إنه يقدّم الدعم للمنظمات الكورية الشمالية المرتبطة بتطوير الصواريخ الباليستية.

ولم تردّ بعثة كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة في نيويورك على الفور على طلب للتعليق.

في الطار، أكّد وكيل وزارة الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، في البيان: «ستواصل الولايات المتحدة تنفيذ العقوبات الحالية، في الوقت الذي تحثّ فيه كوريا الشمالية على العودة إلى المسار الديبلوماسي، والتخلّي عن سعيها لامتلاك أسلحة دمار شامل وصواريخ باليستية».

من جهتها، تحثّ الصين الولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات عدّة، من بينها رفع بعض العقوبات الأحادية، لإغراء بيونغ يانغ لاستئناف المحادثات المتوقفة منذ عام 2019، بعد ثلاث قمم فاشلة بين زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، والرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.

وأصدر وزراء خارجية كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة بياناً مشتركاً، في ساعة متأخرة أمس، قالوا فيه إن كوريا الشمالية «زادت بشكل كبير من وتيرة ونطاق إطلاق صواريخها الباليستية منذ سبتمبر 2021».

وحثّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزير خارجية كوريا الجنوبية، بارك جين، ووزير الخارجية الياباني، يوشيماسا هاياشي، في البيان بيونغ يانغ على «ضرورة العودة إلى المفاوضات».