حثّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الغرب على التوقف عن «العبث» مع روسيا، وفرض عقوبات أشدّ عليها لإنهاء ما وصفه بـ«حربها العقيمة» في أوكرانيا، مضيفاً أن بلاده ستظل مستقلة، إنّما متسائلاً في الوقت عينه عمّا سيكون «ثمن هذا الاستقلال».
وتصاعدت انتقادات زيلينسكي للغرب في الأيام الماضية، نظراً إلى بطء تحرّك الاتحاد الأوروبي في ما يخصّ فرض حظر على النفط الروسي، ومع محاولة آلاف الجنود الروس تطويق مدينتَين رئيسيّتَين في شرق البلاد، هما سيفيرودونتسك وليسيشانسك.

وبعد مضيّ ثلاثة أشهر على العملية العسكرية في أوكرانيا، تحاول روسيا إحكام سيطرتها على منطقة دونباس الشرقية الصناعية، التي تشهد تمرّداً انفصالياً منذ عام 2014.

ويرى محللون عسكريون غربيون، أن معركة سيفيرودونتسك وليسيتشانسك قد تشكّل نقطة تحوّل في الحرب، في وقت ازداد الزخم الروسي بعد استسلام الحامية الأوكرانية في ماريوبول الأسبوع الماضي.

وأردف زيلينسكي في كلمته، أمس: «ستظلّ أوكرانيا دولة مستقلة ولن تُهزم. السؤال الوحيد هو ما الثمن الذي سيتعيّن على شعبنا دفعه مقابل حريّته، وما هو الثمن الذي ستدفعه روسيا مقابل هذه الحرب العقيمة علينا»، على حدّ تعبيره.

وأضاف: «ما زال من الممكن وقف هذه الأحداث الكارثية إذا تعامل العالم مع الوضع في أوكرانيا كما لو كان يواجه الموقف نفسه، وإذا لم تعبث القوى مع روسيا وضغطت بالفعل لإنهاء الحرب».

واشتكى زيلينسكي من الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي حول فرض المزيد من العقوبات على روسيا، متسائلاً عن سبب السماح لبعض الدول بعرقلة الخطة.

يأتي هذا في وقت يناقش الاتحاد الأوروبي جولة سادسة من الإجراءات العقابية، تشمل فرض حظر على واردات النفط الروسية. وتتطلب الخطوة إجماع الدول الأعضاء، لكن المجر تعارض الفكرة في الوقت الراهن معتبرةً أنّ اقتصادها سيعاني كثيراً.

في الإطار، تساءل زيلينسكي: «كم أسبوعا آخر سيحتاج الاتحاد الأوروبي للاتفاق على حزمة سادسة؟»، مشيراً إلى أن روسيا تتلقّى مليار يورو يومياً من التكتّل الذي يضم 27 دولة، مقابل إمدادات الطاقة.

كذلك، اعتبر الرئيس الأوكراني أن «الضغط على روسيا يتعلّق حرفياً بإنقاذ الأرواح، وكل يوم من المماطلة أو الضعف أو النزاعات المختلفة أو الاقتراحات لتهدئة المعتدي، على حساب الضحية، يعني فقط مقتل المزيد من الأوكرانيين».

وهذا ثاني انتقاد حادّ على التوالي يوجّهه زيلينسكي إلى نهج الغرب في التعامل مع الحرب. فقد انتقد بشدّة، الأربعاء، تلميحات بأنّ على كييف تقديم تنازلات من أجل إحلال السلام، معتبراً أنّ ذلك يشبه محاولات استرضاء ألمانيا النازية في عام 1938.