فشل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس، في الضغط على المجر من أجل التخلي عن رفضها اقتراح فرض حظر نفطي على روسيا، فيما أعربت ليتوانيا عن استيائها من موقف الأخيرة، معتبرةً أنّ الكتلة باتت «رهينة عضو واحد».
وسيشكّل الحظر على واردات النفط الخام الذي اقترحته المفوضية الأوروبية في أوائل أيار، أقسى عقوباتها حتى الآن رداً على العملية العسكرية في أوكرانيا التي بدأت في 24 شباط، وهو يشمل تقليصاً لواردات دول الاتحاد الأوروبي الأكثر اعتماداً على النفط الروسي.

وفي السياق، أكّدت ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي والمشتري الرئيسي للطاقة الروسية، أنّها تريد اتفاقاً يسمح بحظر نفطي «قد يستمرّ لسنوات».

من جهته، أكّد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بعد الاجتماع، أنّ الوزراء فشلوا في التوصل إلى اتفاق، أمس، مشيراً إلى أنّه تمّ «تكليف السفراء بالتفاوض على اتفاق».

وقال إنّ وزراء الخارجية قرّروا، مع ذلك، تقديم 500 مليون يورو إضافية لشراء الأسلحة لدعم كييف، ليصل بذلك إجمالي الأموال التي خصّصها الاتحاد الأوروبي لهذا الهدف إلى مليارَي يورو.

قمة مرتقبة
وحالياً، يتحدّث ديبلوماسيون عن قمة يومَي 30 و31 أيار، معتبرين أنّها ستشكّل موعداً للتوصّل إلى اتفاق على حظر تدريجي للنفط الروسي، ربما على مدى ستة أشهر، مع فترة انتقالية أطول للمجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك.

غير أنّ المجر، أقرب حليف لموسكو في الاتحاد الأوروبي، أشارت إلى أنّها تريد مئات الملايين من اليورو من الاتحاد، للتخفيف من تكلفة التخلي عن الخام الروسي، في وقت يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى موافقة جميع دوله السبع والعشرين على الحظر حتى يصبح ساري المفعول.

وفي الإطار، لفت وزير الخارجية المجري، بيتر زيجارتو، إلى أنّ بودابست «لم تتلقَّ أي اقتراح جديد جدي من المفوّضية الأوروبية بشأن عقوبات النفط، منذ أن زارت رئيستها التنفيذية، أورسولا فون دير لاين، بلاده هذا الشهر».

وأضاف أنّ المفوضية الأوروبية «تسبّبت في مشكلة بمقترح طرحته، لذا فمن حقّ المجر أن تتوقع أن يقدّم الاتحاد الأوروبي حلاً، وهو أن يموّل الاستثمارات ويعوّض ارتفاع الأسعار، الذي يستلزم تحديثاً شاملاً لهيكل الطاقة في المجر، بما يُراوح بين 15 و18 مليار يورو».

غير أنّ بوريل شكّك في هذه الأرقام، لافتاً إلى أنّ «زيجارتو تحدّث عن أرقام أقل بكثير مع الوزراء أمس».

وأضاف: «علينا التخلّص من هذا الاعتماد القوي على الطاقة الروسية، والذي يجعلنا ضعفاء للغاية».