بنت الصين قاعدة عريضة للتصنيع المتكامل خلال السنوات العشر الماضية
ويقول خبراء إن العلاقة بين موسكو وبكين تعزّزت أيضاً بسبب العلاقة الشخصية الوثيقة بين الرئيسَين فلاديمير بوتين، وشي جينبينغ. وفي الواقع، فإن الصين اليوم تُمثّل بشكل أو بآخر أهمّ رصيد لروسيا، والجدار الصلب الذي تستند إليه القيادة الروسية في منازلتها الجارية مع الغرب. وقد رفعت الصين، قبل أيّام، كلّ القيود على استيراد القمح والحبوب من جارتها الشمالية، وزادت بشكل كبير من واردات النفط منها، لتزيح السعودية من مكانة مورّدها الرئيسي للنفط. كما وقّعت شركة «غازبروم» الروسية وشركة البترول الوطنية الصينية، هذا الشهر، اتفاقاً لمدّة 25 عاماً، يتعلّق بإمدادات الغاز عبر خطّ أنابيب يجري العمل به عبر سيبيريا، فيما أعلنت موسكو عن صفقة لعدّة سنوات لبيع 100 مليون طن من الفحم إلى الصين، وهو عقد تزيد قيمته على 20 مليار دولار. وبلغ حجم التجارة السنوية بين البلدين، العام الماضي، ما يعادل 145 مليار دولار، وهو في نموّ سنوي متراكم بنسبة من رقمين منذ 2013. وروسيا هي أكبر متلقٍّ للقروض من الصين، حيث بلغ مجموعها ما يعادل 151 مليار دولار بين عامي 2000 و2017، منها 86 مليار دولار من الديون الميسرة وشبه الميسرة من بنوك السياسة العامة والبنوك التجارية المملوكة للدولة في الصين، مضمونة مقابل الإيرادات المستقبلية من صادرات النفط.
ومن المُتوقع أن توفّر الصين لروسيا هامشاً للمناورة ضدّ الحصار المالي والاقتصادي الأميركي من خلال البنوك الحكومية الصينية، وتجنّب الحاجة إلى التعامل بعملات دول الشمال (الدّولار واليورو والاسترليني والين). وعلى الأغلب، فإن الصين أقدر الآن، من أيّ وقت مضى، على مواجهة عقوبات عليها إذا قرّرت الولايات المتحدة معاقبتها على مساندتها لروسيا. وهي بنت بالفعل قاعدة عريضة للتصنيع المتكامل خلال السنوات العشر الماضية، على نحو قلّل بشكل كبير من الاعتماد على استيراد التكنولوجيات الغربية والمكوّنات الصناعية.