قُبيْل اتّصال مرتقب بين رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكّدت متحدّثة باسم «داونينغ ستريت» أمس، أن جونسون سيسعى «إلى تجنّب إراقة الدماء»، عبر حضّ بوتين على «التراجع والانخراط في الأساليب الديبلوماسية». من جهة أخرى، أعلن الإليزيه أن بوتين لم يُظهر أي نية عدوانية أو بالمواجهة، عقب اتصال مع نظيره الفرنسي، إيمانيول ماكرون.
وأضافت المتحدّثة باسم رئاسة الوزراء البريطانية، في بيان، أن «رئيس الوزراء مصمّم على تسريع الجهود الديبلوماسيّة وتعزيز الرّدع لتجنّب إراقة الدماء في أوروبا».

ويُرتقب أن تُعلن لندن، الإثنين، تشديد نظامها الخاصّ بالعقوبات، من أجل أن تتمكّن المملكة المتحدة من استهداف مصالح استراتيجيّة وماليّة لموسكو، في ضوء اتهامات موجّهة إليها بغضّ الطرف عن تدفّق الأموال الروسيّة على أراضيها.

في السياق، قال النائب المحافظ ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، توم تاغندهات، إن التهديد الروسي لا يأتي فقط من «الدبّابات»، ولكن أيضاً من «الأموال»، مشيراً في حديث إلى صحيفة «سيتي إيه إم» الاقتصادية، إلى أن «الأموال المخبّأة في حسابات وممتلكات الدولة، تُستخدم لتقويض أمن المملكة المتحدة والشعب البريطاني».

وبالإضافة إلى هذه المكالمة الهاتفيّة، يُجري رئيس الوزراء البريطاني جولة في المنطقة خلال الأيّام المقبلة.

وحالياً، تتّجه الأنظار إلى الموقف الذي ستُعلنه روسيا من الردود الأميركيةــ«الأطلسية» التي تسلّمتها أخيراً، على ورقتها للضمانات الأمنية المطلوبة على حدودها، والتي يبدو حتى الآن التشاؤم الروسي واضحاً إزاءها، ولا سيّما عقب إعلان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّها «لا تبعث على الأمل إلّا في ما يتّصل بمسائل ثانوية».

يأتي هذا بعدما أصدرت وزارة الخارجية الروسية في 17 كانون الأول، على أعقاب ازدياد حدّة التوترات بين موسكو وكييف المدعومة من الغرب، مشروع اتفاقية حول ضمانات أمنية بين روسيا والولايات المتحدة ومشروع اتفاقية حول ضمان أمن روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، تشمل الحدّ من التوسّع الغربي باتجاه حدودها وعدم ضمّ أوكرانيا إلى الحلف والإبلاغ عن التدريبات الأمنية مسبقاً وغيرها.

توافق بين بوتين وماكرون
وفي سياق تهدئة التوترات، توافق الرئيسان ماكرون وبوتين، أمس، على ضرورة نزع فتيل التصعيد، ومواصلة الحوار حول ما يتعلّق بالأزمة الأوكرانية، وفق ما أعلن الإليزيه، عقب اتصال بين الرئيسيْن.

في الإطار، أفادت الرئاسة الفرنسية، بأن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين، والذي استمر أكثر من ساعة، «أتاح التفاهم على ضرورة نزع فتيل التصعيد»، مشيرةً إلى أن «الرئيس بوتين لم يُبدِ أيّ نية عدوانية، وقال بوضوح إنه لا يسعى إلى المواجهة».

وبالنسبة إلى الأمن الاستراتيجي في أوروبا، توافق الرئيسان «على مواصلة الحوار الذي يستدعي أن يكون الأوروبيون طرفاً معنيّاً فيه، والذي يشمل الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي في الدرجة الأولى».

أمّا في ما يتعلّق بالنزاع في شرق أوكرانيا حيث يواجه انفصاليون موالون لروسيا كييف منذ عام 2014، فشدّد بوتين، من جهته، على أهمية الآلية الموجودة أصلاً للمفاوضات، أي «النورماندي»، والتي تجمع روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا، وتهدف إلى تنفيذ اتفاقات مينسك للسلام 2015، بحسب بيان للكرملين.

وأضاف الإليزيه أن بوتين «أمل أيضاً في أن يواصل مع الرئيس ماكرون النقاش الذي بدأ اليوم»، موضحاً أن «الحوار صعب، لكن قنوات النقاش مفتوحة».

كذلك، تناقش ماكرون، أمس، مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لإعادة التشديد على «تضامن فرنسا الكامل مع أوكرانيا»، والتذكير «بتصميمها على الحفاظ على وحدة أراضي هذا البلد وسيادته».

كما أشار الإليزيه إلى أن «الرئيسين اتفقا على مواصلة الجهود من أجل خفض التصعيد واستمرار الحوار، ولا سيما في إطار المفاوضات بصيغة النورماندي، برعاية فرنسا وألمانيا، من أجل تنفيذ اتفاقات مينسك».