طلبت وزارة الخارجية الأميركية من عائلات ديبلوماسييها في أوكرانيا مغادرتها، بسبب مخاوف من احتمال حصول أي تدخّل عسكري روسي، ومن مواطنيها عدم زيارة موسكو أو كييف.
كما حذّرت الخارجية الأميركية، في بيان، رعاياها من التوجّه إلى أوكرانيا بسبب التوتر المتصاعد مع روسيا.

وأشار البيان إلى أن الخارجية سمحت لموظفيها المباشرين في سفارتها في كييف بالمغادرة الطوعية، فيما طلبت من أُسر الديبلوماسيين المغادرة.

يأتي هذا فيما تحذّر الإدارة الأميركية حلفاءها الأوروبيين ممّا تزعم أنّه هجوم عسكري روسي محتمل على كييف، مدعيةً أن «موسكو تخطّط لتنفيذ عملية باستخدام عملاء سرّيين، لتبرير غزو أوكرانيا»، فيما ترفض موسكو هذه الاتهامات.

زيارة روسيا
في سياق متّصل، أصدرت وزارة الخارجيّة الأميركيّة، أمس، تحذيراً إلى مواطنيها «من خطر السفر إلى روسيا، على خلفية التوترات المتصاعدة».

وقالت الوزارة للمواطنين في بيان: «لا تُسافروا إلى روسيا، بسبب التوتّر المستمرّ على طول الحدود مع أوكرانيا»، مضيفةً أن «الأميركيين قد يتعرّضون إلى مضايقات، وأن السفارة الأميركيّة قد تكون لديها قدرة محدودة فقط على مساعدة المواطنين الأميركيين».

كما دعت المواطنين الأميركيين إلى تجنّب السفر إلى المنطقة الحدوديّة الروسيّة-الأوكرانيّة بشكل خاص، معتبرة أنّه «لا يمكن التنبّؤ بالوضع على طول الحدود، وأنّ هناك توتّراً متزايداً بسبب حشد القوّات الروسيّة والتدريبات العسكريّة في المنطقة».

بوريل: لا داعيَ للتهويل
من جهة أخرى، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم، أن الاتحاد لن يطلب سحب عائلات ديبلوماسييه من أوكرانيا كما فعلت الولايات المتحدة، مضيفاً أن لا حاجة إلى التهويل، طالما المحادثات مع روسيا لا تزال مستمرة.

في السياق، قال بوريل لدى وصوله إلى لقاء يجمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، ويتضمّن مشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عبر الفيديو: «لن نقوم بالأمر نفسه لأن لا أسباب محدّدة لدينا لذلك». وأضاف: «لا أرى سبباً للتهويل طالما أن المحادثات جارية».

النتائج السلبية
وتعكس دعوات واشنطن الأخيرة النتائج السلبية للمفاوضات التي أجرتها موسكو مع واشنطن في كييف الأسبوع الماضي، بهدف التوصل إلى ضمانات أمنية تحدّ من التوترات.

وفي 17 كانون الأول الماضي، اقترحت وزارة الخارجية الروسية اتفاقيات بين موسكو وواشنطن، حول ضمانات وتدابير أمنية هادفة إلى ضمان أمن روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، تقضي بمنع القوى الغربية من التوسع باتجاه الحدود الروسية، وعدم نشر قواتها في أيّ من الجمهوريات السوفياتية السابقة، والتمتّع بحق النقض في ما يتعلّق بضم أوكرانيا إلى الحلف، وغيرها، لإنهاء الأزمة بينها وبين كييف التي تدعمها قوى غربية.

وجرت مشاورات حول هذه الاقتراحات في جنيف في 10 كانون الثاني بين واشنطن وموسكو، أعقبها اجتماع لمجلس روسيا وحلف شمال الأطلسي في بروكسل في 12 كانون الثاني، وجلسة للمجلس الدائم لـ«منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» في فيينا في 13 كانون الثاني، بالإضافة إلى اجتماع بين وزيرَي خارجية البلدين الأسبوع الماضي.

ولم يسجل الاجتماع الأخير أي انفراجة تُذكر، إلا أن مطلب موسكو كان واضحاً، وهو أنّه يتوجب على واشنطن تقديم ردّ مكتوب إلى موسكو بشأن الضمانات الأمنية هذا الأسبوع.